الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حلُّ الدولتين في فِلسطين لا في لبنان

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
الدمار في غزة (أ ف ب).
الدمار في غزة (أ ف ب).
A+ A-
 الفِلسطينيّون يعلنون الانتصار، وإسرائيلُ تَضُمُّ أراضيَ فِلسطينيّةً جديدةً، وتُدمّرُ، كلّما اقتَضَت الحاجة، الرُقعةَ الباقيةَ تحت سلطةِ الفِلسطينيّين. تمنّيتُ العكسَ، فيُعلنُ الفِلسطينيّون ذاتَ مرّةٍ الخَسارةَ ويَستعيدون هُم أرضًا ومساحةَ وجود. أورشليم، رمزُ فلسطين ورمزُنا، أمْسَت عاصمةً موحَّدةً لدولةِ إسرائيل. بقدْر ما كان شعبُ فِلسطين بحاجةٍ إلى تلك الفورةِ الوطنيّةِ التي تَفجَّرت بعدَ «حربِ غزة» (من 10 إلى 21 أيار الجاري)، لم يكن بحاجةٍ إلى حربِ غزّة. البعضُ يظنُّ أنَّ تعديلَ مسارِ المفاوضاتِ الفلسطينيّةِ/الإسرائيليّةِ ما كان ممكنًا من دون غزّة، لكنَّ الرئيسَ الأميركيَّ جو بايدن كان قد أعلنَ العودةَ إلى «حلِّ الدولتين» قبلَ حربِ غزّة.الخَشيةُ اليومَ من أن تَحذوَ حماس حَذْوَ إسرائيل وترفضَ العودةَ إلى حلِّ الدولتين، وتنقلَ صِراعَها مع إسرائيل حولَ الأرضِ إلى صراعٍ داخليّ مع الشرعيّةِ الفِلسطينيّةِ في رام الله حولَ السلطة. إنَّ حساباتِ حماس مختلفةٌ عن حساباتِ السلطةِ الفِلسطينيّة. الأخيرةُ تَحمِلُ مشروعًا فِلسطينيًّا ـــ عربيًّا، بينما تَحمِلُ الأولى مشروعًا فِلسطينيًّا ـــ إيرانيًّا.  في لبنانَ نعيش تجربةً مماثلةً إِذ رَفضَ حزبُ الله، منذ سنةِ 2000، توظيفَ المقاومةِ والتحريرِ في حلِّ الدولةِ الواحدة، الدولةِ اللبنانيّةِ، وتَصرّفَ كأنّه اعتمَد حلَّ الدولتين: دولةِ لبنان ودولتِه. لا بل وظّفَ بعد التحريرِ قُدراتِه العسكريّةَ في سوريا والعراق واليمن، ورَبطَ، بالتنسيقِ مع إيران، مصيرَ لبنانَ بأسرِه، من سنةِ 2006 إلى اليوم، بحروب الـمِنطقة. هكذا بقي التحريرُ فِعلًا جَنوبيًّا تَنقُصه التغطيةُ الوطنيّة، وبَقيت المقاومةُ حالةً مستقلّةً...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم