كنتُ راقدًا في جاروري بسلام. أصلًا أنا كنت أحبّ النوم طوال حياتي. مثالي الأعلى كان سريري. لا أمانع أيضًا البقاء على وضعية واحدة لمدة طويلة. جارور خمس نجوم طلعَ من نصيبي وفِي منطقة نائية لا يُسمَع فيها أي تاراتاتا. سبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر. بعد خمسين سنة من فاجعة رحيلي تم تعديل مرسوم وفاتي وسُمِحَ لي بالخروج ضمن برنامج إطلاق سراح مشروط.يبدو أن هناك من يعطي في مخفر الأبدية تَصاريح للمَوتَى اذا تَحلّوا بحسن الرقاد. مع حسنِ السلوك يتاحُ لأي جثمانٍ غير مشاغب التجوّل ليومٍ كامل في بلاده قبل أن يعودَ الى مقبرته من جديد. من باب الفضول أردتُ التأكد بعد نصف قرن على رقادي إذا كانت نبوءة زكي ناصيف "راجع راجع يتعمر راجع لبنان" قد تحققت.وأنا خارج تفَركَشتُ بعدد من باقات الورد المَشلوحة على المدخل. لم تكن مقَدَّمَة عن نفسي. بعد جناز السنة يتحوّل...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول