السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أَقْرِضْنا يومًا من الـ21 فيَحيا به لبنان

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
 بشير الجميّل
بشير الجميّل
A+ A-
منذ أربعينَ سنةً والبحثُ جارٍ عن بشير الجميّل. لم تَعُدْ تَهُمُّ الناسَ معرفةُ من اغتالَه، وقد عَرَفوا القتلَة، بِقدْرِ ما تَهمُّهم معرفةُ القادرِ على إعادةِ بشير. يحْتاجون إليه، واشْتاقوا إلى إيمانِه وإلهامِه، إلى قضيّتِه ومشروعِه، إلى شجاعتِه وإقدامِه، إلى طَلَّتِه ووَقفَتِه، إلى عَبْسَتِه وابتسامتِه، إلى جاذبيّــتِه وغَمْزتِه، إلى هيبَتِه ووَهْرَتِه، إلى وِجدانِه وشعورِه الإنسانيِّ، إلى إرادتِه وصلابتِه وتأثيرِه الـمُمَغْنِط. تَصاعدَت هذه المطالبةُ في السنواتِ الأخيرة، إذ تأكّدَ الشعبُ أنْ لا يوجدُ بشيرٌ جديدٌ، والبلادُ تنهارُ ولا أحدَ يُطَمْئِنُ الشعبَ ويَقولُ له: "الإنقاذُ لي". الإنقاذُ لا يحتاجُ إلى: "الأمرُ لي"، بل إلى: "الأمرُ لكَ أيّها الشعب". وحدَه الشعبُ المقاوِمُ في إطارِ أحزابِه السياديّةِ القديمةِ أنقذَ لبنانَ منذ الاستقلالِ إلى اليوم.  في مراحلَ سابقةٍ، شُبِّهَ للبعضِ أَنّهم لَـمَحوا سيماتِ بشير في هذا أو ذاك. رَصدوا الأداءَ. لكن، سُرعانَ ما بانَ أنَّ الـمَلْمَحَ كان سَرابًا، فصُدموا وعادوا إلى كَنَفِ الحلم. الصدمةُ تَحوّلَت غضبًا تَشوبُه سُخريَةٌ حين أقدَمَ بعضُ حديثي النعمةِ وقديمي النقمةِ ودائمِي الشكوى وعديمِي المقاومة على إيهام اللبنانيّين بأنّهم نُسخةٌ مُنقَّحةٌ عن بشير، بينما هم نُسخةٌ مزوَّرةٌ عنه. لا توجدُ نُسَخٌ عن العظماء. في أقصى الحالاتِ يوجد كاريكاتور. إنْ لم يَخرجْ من بيئةِ المقاومةِ اللبنانيّةِ الجامِعةِ بشيرٌ آخَر، فلن يَخرُجَ من أيِّ بيئةٍ أخرى. بشيرُ بيئةُ نضال، لا نضالُ رجلٍ فقط. في عصرِه كان الشعبُ عظيمًا. وكان كلُّ مِتراسٍ هو بيتَ الشعب. بيتُ الشعبِ لم يكن يومًا قصرًا. والقصرُ ليس قصرًا ما لَـم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم