حماية "الخليج الأوتوقراطي" مصلحة استراتيجية أميركية

الاختلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها المزمنين في الشرق الأوسط ليست جديدة ولم تؤسّسها حاجة الأولى إليهم في أعقاب شن روسيا حرباً على أوكرانيا، وتحديداً الى نفطهم وغازهم لتعويض انخفاض تدفق هاتين السلعتين الاستراتيجيتين الى أسواقها، كما الى أسواق حلفائها الأوروبيين من جرّاء العقوبات الفائقة التأثير التي فرضها الغرب عقاباً لروسيا على الحرب المذكورة. بل هي بادئة منذ سنوات أي منذ انتقال الحكم في العربية السعودية الى الملك سلمان بن عبد العزيز ثم تولّي ابنه الأمير محمد ولاية العهد، واتخاذه قرارات إقليمية خطيرة كان أبرزها شن الحرب على حوثيي اليمن بعد سيطرتهم عليه من دون استشارة واشنطن، وإخفاقه مع حليفه ولي عهد دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد في حسمها سريعاً. وتسبّب ذلك بوصول إيران الإسلامية الى حدود الدولتين وبتشكيل خطر كبير عليهما، كما على المصالح الاستراتيجية لحليفتهما بل لحاميتهما الولايات المتحدة. طبعاً ساعدت الحرب الروسية على أوكرانيا في ازدياد الخلافات بين حلفاء العقود الماضية لكنها لم تكن السبب المباشر لها. فواشنطن ولا سيما في عهد الرئيس بايدن بدأت تولي حقوق الإنسان في السعودية اهتماماً أكبر من السابق وخصوصاً بعد قتل مجموعة سعودية قيل إنها قريبة من ولي العهد الصحافي البارز فيها جمال خاشقجي في...