الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نواف سلامة من سوريا إلى رومانيا اهتمام استثماري بلبنان... ودعوة لحكّامه: لا تطفئوا شمعته!

المصدر: "النهار"
سابين عويس
سابين عويس
نواف سلامة.
نواف سلامة.
A+ A-
بوخارست- سابين عويس                           
 
 
على مدى يومين أمضاهما وفد إعلامي لبناني في بوخارست، تلبية لدعوة رئيس مجموعة "ألكسندريون" نواف سلامة الى حفل توزيع جوائز الريادة في مجالات الفكر والثقافة والأعمال الذي تنظمه مؤسسة "ألكسندريون" للأعمال الخيرية، حرص سلامة على إحاطة الوفد باهتمام خاص عكس من خلاله اهتمامه بلبنان وبالاستثمار فيه.
 
لا يجد رجل الاعمال السوري الأصل، وحامل الجنسية الرومانية منذ أربعة عقود تقريباً، ما يعيقه عن التفكير بالاستثمار في لبنان رغم الاوضاع المتدهورة فيه. فالبحث بالنسبة اليه عن الفرص الاستثمارية يكون في الظروف الصعبة وليس في حقبات الرخاء والازدهار.
 
يُعرف سلامة الذي غادر بلدته مرمريتا في ثمانينات القرن الماضي، بـ"الإمبراطور"، نظراً الى ضخامة الاستثمارات التي وظّفها في رومانيا وأهمها في صناعة المشروبات الروحية ومشاريع توليد الطاقة البديلة، اذ يبلغ حجم إنتاجه السنوي من مختلف انواع المشروبات، ولا سيما النبيذ والويسكي، نحو 80 مليون زجاجة تلبي حاجات السوق المحلية بنسبة 90 في المئة، فيما يقتصر حجم التصدير على 10 في المئة، علماً ان سلامة يطمح مستقبلاً للتواجد في مئة دولة، وقد حقق ذلك في سبع دول، اضافة الى علاقات شراكة تجارية مع 70 دولة.
 
لا يخفي سلامة الذي شارك الوفد اللبناني شغفه بصناعة الكحول، من خلال حفل تذوّق لإنتاجه، وزيارة لمصانعه، أسفه لما آلت اليه الاوضاع في لبنان وسوريا، بسبب ما وصفه في حديث الى "النهار" بـ"الاخطاء الشنيعة" التي اقترفتها الدولتان نتيجة غياب اي استراتيجيات بعيدة المدى، مضيفاً: "انهم يغيرون التاريخ في منطقتنا، ودولنا رضخت بدلاً من ان تكون جزءاً من هذا التاريخ الذي نستمد منه قوتنا وتطورنا".
 
ينظر سلامة بحزن الى ما يصفه بـ"الموديل" اللبناني، ويقول: "قلَّدت دول الخليج هذا النموذج، حتى اصبح قديماً وفاقداً لدوره. والسبب داخلي يعود الى الخطأ في الادارة".
 
عندما يتحدث عن اهتمامه بالاستثمار في لبنان، كما في سوريا، يشكو من غياب القوانين الراعية والضامنة للاستثمار، معتبراً ان القوانين تُفصّل لكي لا تُنفذ. وينوّه بـ"المعدن اللبناني" الجيد، متسائلاً "لماذا يفسدونه؟". كما يقف عند حجم الأموال التي لا يصرَّح عنها في لبنان، مستغرباً كيف وأين سينفقها أصحابها، متوقعاً ان تسوء الأمور الى حد سيتعذر على الساعين الى مغادرة البلاد ان يتنعموا بإنفاق اموالهم المحوّلة الى الخارج. يحيٓره في هذا السياق الهدف وراء تكديس لبنانيين للأموال فيما شمعة لبنان تنطفىء، واذا انطفأت لن يكون سهلاً اعادة إشعالها.
 
من شرفة منزله في مرمريتا، يروي سلامة انه كان ينظر الى منارة بيروت وجبال عكار ويأمل ان تتاح له الفرصة للاستثمار في بلده سوريا او في لبنان. ويرى ان الفرصة اليوم باتت متاحة، وهو جاهز لاقتناصها، مستعرضاً خبرته في مجال الطاقة البديلة التي بدأ يعمل عليها منذ منتصف التسعينات عندما تملّك سلسلة كبيرة من العقارات على البحر الأسود، خارج بوخارست، في عز الفورة العقارية على التملك في العاصمة، ما دفع شركة "توتال" الفرنسية الى التساؤل عن الأسباب وراء الاستثمار في أراضٍ خارج نطاق العاصمة، والمشاريع المنوي إنجازها هناك.
 
يؤكد سلامة ان مجموعته تعمل وفق المعايير الأوروبية وبشراكة مع البنك الدولي والبنك الدولي للاستثمار، معرباً عن استعداده لتوظيف خبرات مجموعته وشراكاته الدولية في مشاريع استثمارية في مجال الطاقة او الزراعة. ويدعو لذلك الى ان توجه الجامعات اختصاصاتها نحو قطاع الطاقة، مع دخول لبنان نادي الدول النفطية.
 
اما في المجال الزراعي، فيؤمن سلامة بان لبنان قادر بسبب طبيعة ارضه الخصبة على ان يستثمر في القطاع الزراعي، ولا سيما في مجال الأشجار المثمرة، ولكن انطلاقاً من معادلة ان كل مشروع زراعي يجب ان يولّد خمسة مشاريع صناعية على الأقل، (شجرة فاكهة توفر فرصاً لصناعة العصير والادوية والحلويات وطعام للأطفال، وأخيراً وبعد التخمير الاستعمال في صناعة الكحول).
 
في رأيه، لا يزال لبنان يتمتع بسمعة طيبة ويمكن استعادتها وتعزيزها اذا أحسن قادته إدارة ازماته، ولا سيما الأزمة المصرفية التي تعيد الثقة الى المستثمر. ويعلّق اهمية كبرى على توقيع ترسيم الحدود مع اسرائيل، مشيراً الى انه بصيص النور الاول في نفق الخروج من الأزمة. ويذهب ابعد في دعوته الى استكمال هذه الخطوة المهمة بخطوة مماثلة تكمن في ترسيم الحدود مع سوريا، على قاعدة مأسسة العلاقات بين البلدين على نحو يحقق المصالح الاقتصادية المشتركة للبلدين.
 
ويكشف اخيراً عن اتصال بينه وبين وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال جورج بوشكيان لدعوته الى زيارة بوخارست والتطلع الى مجالات الاهتمام المشترك.
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم