السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

في الزمنِ المصيريِّ لا تسويات

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
الرئيس ميشال عون
الرئيس ميشال عون
A+ A-
 أيَّهما نختارُ لحلِّ أزْمتِنا اللبنانيّة: مبادرةَ الرئيسِ الفرنسيّ إيمانويل ماكرون سنةَ 2020، أم انتفاضةَ الشعبِ الفرنسيِّ سنةَ 1871؟ فرنسا تُقدِّمُ لنا نَموذجَين: تغييرٌ من خلالِ المؤسّساتِ الشرعيّةِ أو تغييرٌ من خلالِ انتفاضةٍ شعبيّة. لفرنسا أيضًا «مَنهجيّة». الثابتُ أنَّ سَماعَ نداءِ الرئيسِ الفرنسيّ إيمانويل ماكرون هو الأفضلُ لأنه يُبقي التغييرَ سلميًّا وقابلًا التنفيذَ السريع. لكنَّ إجهاضَ الطبقةِ السياسيةِ ـــ وفي طليعتِها الجماعةُ الحاكِمة - مبادرةَ ماكرون، قد يدفعُ الشعبَ اللبنانيَّ إلى التماهي مع انتفاضةِ أهالي باريس بين 18 آذار و28 أيار 1871 رغمَ خطرِ الانزلاقِ إلى العنفِ الذي يرافقُ أيَّ انتفاضةٍ تَفتقِدُ القيادةَ والمشروعَ والوِحدة. سنةَ 1870 خَسِرَ الفرنسيّون معركةَ سيدان (Sedan) ضدَّ بروسيا (ألمانيا لاحقًا)، وتَقصَّدَت القوّاتُ البروسيّةُ إجراءَ عَراضاتٍ عسكريةٍ دوريّةٍ في شوارعِ باريس استفزَّت الفرنسيّين. توقّعَ الأهالي، وقد مَضت أشهرٌ على انتهاءِ المعركة، أن تدافِعَ الحكومةُ والجيشُ عن كرامتِهم ويَمنعَا استعراضاتِ القوّاتِ البروسيّةِ في العاصمة، لكنّهما تَقاعَسا، لا بل ارْتكبَت الحكومةُ ثلاثةَ أخطاء: فَرضت ضرائبَ على الباريسيّين، خَفَّضَت أُجورَ الحرسِ الوطنيِّ الـمُوَلَّجَ حمايةِ باريس، وحاولت سَحْبَ المدافعِ التي خَبّأها الباريسيّون خَشيةَ أن تستوليَ عليها القوّاتُ البروسيّة. ثار الأهالي على رئيسِ الحكومةِ الموَقّتة، أدولف تيير (Adolphe Thiers) وقَرعوا أجراسَ الكنائسِ حزنًا، فهربَ مع أركانِ حكومتِه إلى ضاحيةِ باريس الجنوبيّةِ واستقرَّ في ڤرساي. ولمّا أرسلَ «تيير» الجيشَ لاستردادِ المدافع، رَفض الجيشُ مواجهةَ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم