لا خطر من "فاغنر" إذا بقي بوتين قويّاً وقادراً

اعتبر يفغيني بريغوزين أنه بواسطة مجموعة "فاغنر" التي أسّسها يمكن أن ينفّذ مهمات عدة لمصلحة الدولة الروسية إذا كانت غير قادرة على تنفيذها أو لا تريد أن يعرف أحد أنها تنفّذها. وقد لاءمت هذه المقاربة الرئيس بوتين وخصوصاً في الحرب التي يخوضها على أوكرانيا. رغم ذلك بقي وضعه، وهو رجل أعمال أساساً، غير رسمي وغير مقونن، علماً بأن بوتين لم يرَ أبداً في المقاول الغامض بديلاً من المؤسسات الرسمية مثل الجيش والأجهزة الاستخبارية، ولم يحاول يوماً استعماله لموازنتها. السبب عدم توافق هذا العمل مع مفهوم بوتين للسلطة التامة والمتساوية. انتقل بيغوزين الى النجاح ليس لأن بوتين دعمه في محاولة لوقف أيّ من الجنرالات الذين صاروا أقوياء وقادرين وفيعي السمعة والمواقع. علماً بأن شيئاً من ذلك لم يحصل. لكن ببساطة كان الوضع على جبهة القتال كارثياً وفي حاجة الى التحسّن والإصلاح بأي وسيلة ممكنة. في رؤية بوتين للعالم يجب أن تعمل الشركات العسكرية الخاصة لتقوية موقع الدولة وموقفها لا لإضعافها. ولم يفتقد بيغوزين الموقع الرسمي فقط، إذ لم يكن لديه وصول واتصال مباشران وبشروطه مع بوتين. واعتمد دائماً على الأصدقاء أو المساعدين القريبين من الرئيس والمسؤولين الكبار الذين عملوا وسطاء بين الرجلين. تردّد كثيراً لمدة...