التقشُّف عنوان الانتخابات... وغياب المشروعات الوطنيّة
24-03-2022 | 00:01
المصدر: "النهار"
عادةً تكون المشروعات السياسيّة أو الاقتصاديّة أو الوطنيّة العمود الفقري للبرامج الانتخابيّة في الدول المُتقدّمة، لا مكوّنات شعوبها، لأنّها تعيش بمساواة ووئام في ظلّ وطنيّة لا تُلطّخها طائفيّة أو مذهبيّة أو إثنيّة. أمّا في الدول المتأخّرة، ويُطلق عليها اسم دول العالم الثالث أو الدول السائرة في طريق النموّ حفاظاً على مشاعر شعوبها، فإنّ البرامج الجديّة غالباً ما تغيب عن انتخاباتها النيابيّة، وغالباً ما تُطرح فيها الشعارات الطنّانة والرنّانة، ونادراً ما تُطرح برامج تنمويّة وأخرى خمسيّة أو عشريّة من أجل إنهاض دولة ما. والأكثر نُدرةً هو رؤية هذه المشروعات مُنفّذة. أسباب ذلك كثيرة منها لاديموقراطيّة الأنظمة واستبداديّة الحُكّام وانشغال المواطنين بطموحات تفوق قدراتهم مثل تحرير أراضٍ سليبة، أو مثل تحقيق "وحدة التراب" في منطقة مُعيّنة، أو مثل نشر الدعوات الدينيّة المتنوّعة ووعد الناس بأنّ التضحية من أجلها واجب، وأنّ الثواب والخير لا بُدّ أن يأتيا بعد الإنجاز. فهل أعدّ اللبنانيّون، أحزاباً ومجتمعات ومكوّنات وطوائف ومذاهب وأفراداً طموحين هم كثيرون بسبب استشراء الفرديّة في بلادهم، برامجهم للانتخابات التشريعيّة في 15 أيار المقبل؟ الجواب هو أنّ المؤسّسات الدستوريّة اللبنانيّة قبل حروب 1975-1990 وضعت برامج نُفِّذ بعضها ولا سيّما في أثناء رئاسة اللواء فؤاد شهاب بين 1958 و1964. أمّا في الفترات التي سبقت هذا التاريخ أو أعقبته فإنّ الأحاديث عن المشروعات والبرامج كثُرت لكنّها لم ترَ نور التنفيذ، علماً بأنّ دولة تلك الأيّام توافرت فيها مقوّمات الدولة...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول