السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لورد المعايير

المصدر: النهار
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
جبران باسيل
جبران باسيل
A+ A-
 في البداية اضطرت الظروف ان يحصر اللبنانيون الاحتفال بعيد الاستقلال في عرض محدود في وزارة الدفاع. وفي العام التالي قيل إن الظروف تفرض الغاء الاحتفال والاكتفاء ببضعة اكاليل توزَّع على رجال المناسبة. وفي المرة التالية سوف يكون من المناسب للجميع نِسيان تفاصيل الحفل، وشطبه من الأعياد الرسمية من دون أي ضرورة لإعلان ذلك. الآن جاء دور الميلاد ورأس السنة، ومن اليوم وصاعداً سوف يكون على المسيحيين توفير اعيادهم وحصرها في الجلجلة والآلام وخطب الإسخريوطي عن الوفاء والتضحية. وما حاجتنا الى الأعياد في اي حال وكل شيء عندنا اسم بلا مسمّى؟ السيادة والاستقلال والحرية والوطنية وكل ما تعرَّفنا على سماعه طوال عقود. وهذا من نوع الصراحة والصدق. ذات مرة، ذهب المستشار الالماني الغربي كونرد ادنهاور لمقابلة البابا بيوس الثاني عشر في الفاتيكان، وطوال اللقاء ظل المستشار العجوز يكرر على قداسته ضرورة الاهتمام بالكاثوليك. وعند الوداع قال بيوس: "لقد سُعدت كثيراً بهذه الزيارة، لكنني أحب ان أُذكّر حضرتكم بأنني كاثوليكي ايضاً". لم يكتفِ "سيف النصارى" المعاصر، منقذ مسيحيي الشرق، بأن يشرح للبطريرك الراعي اصول المحافظة على حقوق المسيحيين التائهة ما بين وزارة الاتصالات وعتم الكهرباء، بل اعطاه ايضاً درساً معمّقاً  في توحيد المعايير والمقاييس واصول الحكم والادارة والعدل في إنقاذ التجربة اللبنانية البادئة بحرب تحرير لبنان من سوريا، والمنتهية الى ضرورات الوحدة على انواعها. جميع التشكيلات التي حملها سعد الحريري الى رئيس الجمهورية ظلت دون حرص الزعيم المسيحي والمناضل السياسي الكبير في سبيل لبنان برّاق، على صورته ومثاله. بدأت مجلة "تايم" قبل نحو قرن تقليداً اتبعته الصحافات الغربية في كل مكان. ففي كل عام تقدم لقرّائها من خلال ابحاث حول العالم، اسم الرجل الذي تعتبر ان السنة سوف تحمله: غاندي. نهرو، ايزنهاور، ديغول،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم