السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

دم الثقافة ودماء المثقفين

المصدر: النهار
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
منحوتات لجنان مكي باشو.
منحوتات لجنان مكي باشو.
A+ A-
(إلى لقمان سليم في ذكرى أربعينه) لا فارق في الاغتيال. كل سقوط بل إسقاط إجرامي لمثقف هو طبعاً إسقاط للثقافة. لا ثقافة مزدهرة من دون حرية، وأيضا ودائما كما علّمتنا تجارب الاستبداديين أو التجارب مع الاستبداديّين، لا ثقافة مزدهرة من دون مواجهة. فالمهم وسط غابة المحرّمات هو رفض التنميط. تعليب مجتمع أو جماعة. ما تتعرّض له جماعاتنا على يد الأصوليات الفكرية هو سمة هذه الحقبة. لاسيما الأصوليات الحاكمة. وفي اللحظة الراهنة، يبدو الأمر وكأن المثقفين يذهبون كغيرهم إلى الغرب ليس للنجاة أو للبقاء على قيد الحياة فقط بل للإبداع. للتفتّح الحياتي بما فيه الثقافي فينقذون معهم ما تبقى من الثقافة الأصيلة كما تُنقَذ الآثار أو بقايا الآثار المدمّرة. هكذا يحوّلنا الاستبداد إلى "لصوص" لثقافتنا نفسها. نحن "لصوص"أنفسنا. الشكل الأكثر مهزلةً لتاريخنا الثقافي. ما نمر به ليس لحظة تاريخية، بل لحظة غير تاريخية لأنه عندما ينعدم الأمان الثقافي فما يحدث هو عدم انكتاب لتاريخنا الذي يبدو ذاهبا إلى هباء. الهباء يهدِّدنا بل يجرفنا. وحدهم "لصوصنا" في الغرب،أي المهاجرون والمهجّرون من البيوت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم