السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مِن تأنيبيّةِ ماكرون إلى مَرثاةِ عون

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
من أرشيف "النهار".
من أرشيف "النهار".
A+ A-
 لا يوجد وقتٌ ضائعٌ لبنانيٌّ، فالأزمةُ الشاملةُ داهمةٌ، وثمنُ كلِّ لحظةٍ حياةٌ أو موت. لكنْ، يوجد وقتٌ ضائعٌ أميركيٌّ، فالسِباقُ الرئاسيٌّ يُحلِّلُ المحرَّمَ بَحثًا عن صوتٍ لترامب حتى لو وُجِدَ في الناقورة أو دمشق أو طهران أو اليمن أو أفغانستان. لذا يُستحسَنُ ألّا تبنيَ الأطرافُ اللبنانيّةُ كافةً مواقفَها على وقعِ التصريحاتِ والتحرّكاتِ الأميركيّةِ الأخيرة لأنّها "بِنتُ ساعتِها" ولا تُعبِّـرُ، بالتالي، عن سياسةِ أميركا بعدَ الانتخاباتِ الرئاسيّةِ أيًّا يَكن الفائزُ. سياسةُ أميركا ثابتةٌ في الأساسيّات ومتغيّرةٌ في التفاصيلِ والأشخاص، ولبنانُ ليس مِن بينِ الدولِ الخاضِعةِ لإعادةِ نظرِ السياسةِ الأميركيّةِ تجاهَها إلا بقدر ما نحن نَفرِضُ واقعًا جديدًا تأخذُه واشنطن بالاعتبار. الّذين يَتباهون بصداقةِ أميركا في لبنان ذائعو الصِيت، والّذين تُخاصِمُهم نارٌ على علم. لكنَّ اللافتَ أنَّ أخصامَها يَستفيدون منها أكثرَ من أصدقائها. البعضُ يُفسِّرُ ذلك تواطؤًا من تحتِ الطاولة، فيما السببُ أنَّ أصدقاءَ أميركا مبعثَرون ومختلِفون وتُعْوِزُهم استراتيجيّةٌ سياسيّةٌ جامعةٌ وواضِحة، في حين أنَّ أخصامَها أذكياءُ ويَملِكون أوراقَ تفاوضٍ ومقايضةٍ ويُحسنون استخدامَها. وآخِرُ مظاهرِ ذلك: الحفاظُ على الهدوءِ الأمنيِّ في الجَنوب، التغاضي النسبيُّ عن اتّفاقاتِ السلامِ الخليجيّةِ/الإسرائيليّة، الشَراكةُ المباشَرةُ في مفاوضاتِ ترسيمِ الحدودِ اللبنانيّةِ/الإسرائيليّة، وتفضيلُ سعد الحريري لتأليفِ الحكومة. لذلك، إنَّ الإدارةَ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم