الانخراط السعودي: التوازن ومصلحة العرب

 شكل "الحج" السياسي والطوائفي اللبناني الى دارة السفير السعودي وليد البخاري استفتاء ليس لرفض ما صدر في حق المملكة على لسان وزير الخارجية شربل وهبه الذي اعفي من منصبه وما يمثله من خطاب يغلب على الزوار الاقتناع بانه يعبر عن تفكير قائم وليس عن انفعال عفوي لا سيما في الجزء المتعلق برمي مسؤولية الدواعش على الدول الخليجية، بل ما هي عليه قاعدة التأييد للمملكة والعلاقة القوية معها ومع الدول الخليجية على حد سواء.  فهناك من جهة رفض حقيقي وعميق لخطاب عنصري لا تقبله الغالبية العظمى من اللبنانيين كما هناك رفض حقيقي لاصحاب هذا المنطق الذي وجد فرصا للتعبير عنه في وقت سابق في محطات مختلفة كما هناك رفض ضمني ومباشر لكل ما بات يبعد لبنان عن مياهه الطبيعية التي يشكلها العالم العربي لا سيما في ظل حملات متواصلة من الامين العام لـ"حزب الله". ولا يجب التوهم بان هناك اسبابا لا تمت الى المذهبية او الطائفية او ايضا الى اعتبارات سياسية واخرى مصلحية في هذا الاستفتاء، ولكن هناك تطلعا كبيرا ايضا من اجل عودة نشطة وفاعلة للمملكة في لبنان. فهذا الخزان الكبير الداعم لعودة انخراط سعودية في لبنان وعلاقات صداقة وثيقة معها في شكل خاص في ظل فتور او ابتعاد مفهوم بالنسبة الى كثر، ولكنه غير مبرر في نهاية الامر بحيث يجب العودة الى الاستثمار فيه وليس...