الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مارون عطا الله الراهب المشبع بروح التلاقي والأخوّة... عصارة أفكار ومبادرات وأبحاث تبقيه حيّاً في الذاكرة

المصدر: "النهار"
غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
Bookmark
الأب مارون عطا الله.
الأب مارون عطا الله.
A+ A-
"قبل مغادرتي ربوعكم، في إقامةٍ هنيئةٍ طوال 70 سنة (1951-2020) أحيّيكم، داعياً للجميع بالسلامة وبأيّامٍ حلوة في وطنٍ يحلو العيش فيه. أنا أذكر معكم، باعتزاز، ما عشناه معاً وما أنجزناه معاً وقمنا به معاً حيث فرحنا مع الفرحين وبكينا مع الباكين، على طول هذه الجغرافيا وعرضِها، انطلاقاً مِن دير مار يوسف بحرصاف بيت الله والناس ومِن لقاء بكفيّا الكبرى الثقافي. نتذكّر الأعمال الروحيّة والندوات الثقافيّة والجلسات العلميّة. ونذكر الأعلام، أهل القلَم والريشة والإزميل والنَغَم والحِرَف من لبنان والمشرق. ومن علماء التاريخ والآثار والتراث. ومن لقاءاتٍ شهريّة مع مئات الشيوخ الذين كانوا، مع العمر، يكبرون ولا يشيخون. فكان القدّاس احتفاليّاً والمائدة، مائدة عُرسٍ والشهادات قانون إيمان. وكانت، في الختام، الصورة التذكاريّة الفوريّة والصور المشهديّة الناطِقة، وكلّها بعدسة يوسف نصّار ومساعديه. وكانت هدايا العيد إكليل أفراح.هذا، دون أن ننسى الرحلات الداخليّة في لبنان والزيارات الواسعة في سوريّا وفي تركيّا وفي جورجيا وفي أرمينيا وفي الحبشة وفي أنطاكية وبغداد وباريس ولورد.. وكان خبر هذه الأعمال معلقاً على لافتات فنيّة مزروعة على مداخل بكفيّا على المَيْلين وكانت المساندة بالمال والعِتاد. فكانت سرايا الفنّ. وكانت مكاتب اللقاء. وكان ترميم المباني وتجهيزها. ومع المعيّة هذه، صداقات ومعارف، يومُ بداياتها تاريخ ويوم نهايتها مجهولٌ". بهذه الكلمات ودّع الأب مارون عطا الله أهالي "بكفيا الكبرى" كما كانت تحلو له التسمية، في عام 2020، وهي الكلمات التي تصلح اليوم في وداعه أهله وناسه، وهم كل من عرفه على مدى خدمته الإنسانية الرهبانية التي امتدّت لسبعين سنة ونيف. تعرفت إليه في عام 1995 مع إطلاقه مبادرة حوارية سمّاها "انتظارات الشباب"، ولم يكن فيها أكثر من منشط ومبادر، لم يكن رئيساً انطلاقاً من موقعه كرجل دين، ولم نشعر بأننا مرؤوسون أو مأمورون أو وقودٌ لمشروع معلوم مجهول. وُلدت الفكرة عند الأب مارون عطا الله الراهب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم