الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مجلة "غاليري" للفنون أطلقت ستّ جوائز ومَنَحَتْها لمستحقّيها عن العام 2020 الكارثيّ المشؤوم

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
"الوجبة الأخيرة" للفنّان سيروان باران الحائز على جائزة أفضل لوحة.
"الوجبة الأخيرة" للفنّان سيروان باران الحائز على جائزة أفضل لوحة.
A+ A-
في زمن العدم الأقصى، تواصل صدورَها مجلة "غاليري" (لصاحبها رمزي الحافظ) المتخصّصة في الفنّ اللبنانيّ، وفي الفنّ الموجود في لبنان، بل تبادر إلى إطلاق جائزة فنّيّة هي الوحيدة في لبنان، متحدّيةً الموت الشموليّ الشبيه بالموت الناجم عن الأنظمة الشموليّة (والموازي له)، قائلةً لأهل الركوع والخيانات والصفقات والاصطفافات والالتحاقات والانحطاط والتخلّف والامّيّة والإرهاب والقحط والقتل والعداء للحياة، وللحرّيّة، وللفنون والمواهب وطاقات الخلق في بلادنا، إنّها علامة – شديدة الضوء – على الحياة. لا بدّ من أنْ أحيّي – وبقوّةٍ أدبيّةٍ شديدة البأس - هذا الصدور، هذا التحدّي الثقافيّ النوعيّ العالي القيمة، وهذا التفرّد في إشهار الجمال التشكيليّ، وتظهيره، والكشف عنه، بل احتضانه برحابةٍ نقديّةٍ جليلة، كثيفة الدلالة، من خلال تخصيص العدد الجديد الصادر للتوّ منها، لإعلان ستّ جوائز فنّيّة، ذات قيمة معنويّة، كم نحن في حاجةٍ ماسّةٍ إلى توجيه الضوء عليها، وعلى الفائزين بها. وإنّي، إذ أعبّر عن دهشتي - الإيجابيّة طبعًا - لمحض صدور هذا العدد، بما ينطوي عليه من مستوى بحثيّ، تخصصيّ وذوقيّ رفيع، لا يسعني إلّا أنْ أستدعي، على سبيل التهيّب لا الحنين، صورة لبنان الثقافي، لبنان الشاعر، يوم كانت هيئاته الثقافيّة، ومرجعيّاته الإبداعيّة الخلّاقة، ومجلّاته الأدبيّة والفنيّة، ذات الشهرة المحلّيّة والعربيّة المهيبة والمرهوبة، تطلق الجوائز المعياريّة، فيقال "فلان الفلانيّ نال جائزة مجلة شعر" أو "الآداب" أو "غاليري وان"، أو سواها من الهيئات والجماعات وصالات العروض والمجلّات التاريخيّة. وإذا كان لذلك من معنى، فليس لسوى تذكير مَن يجب تذكيره بأنّ قتلَ هذا – المعنى – إنّما يندرج في سياق الجرائم العظمى ضدّ الانسانيّة جمعاء، وليس فحسب ضدّ لبنان الثقافيّ. في هذا العهد الجائر، لكن البائد، الذي يُضفَر رأسه بجوائز انتهاك الكرامات الإنسانيّة، وتمريغ الدساتير والقوانين، وتهشيل القيم والمواهب والعبقريّات، وقتل الحياة قتلًا غير مسبوق، ثمّة بروقٌ – مضادّة – من مثل الجائزة السداسيّة التي أطلقتها مجلّة "غاليري"، تُضفَر على رؤوس الفنّانين، عربون اعتزازٍ بما بقي من لبنان الشاعر تحت وطأة هذا الاحتلال العدميّ الغاشم. كلّ قصيدةٍ، أو روايةٍ تُكتَب، كلّ كتابٍ يصدر، كلّ لوحةٍ، كلّ منحوتةٍ، كلّ معرضٍ، كلّ مسرحيّةٍ، كلّ رقصةٍ، كلّ لحنٍ، أو كلّ أغنيةٍ، إنّما هي ضوءٌ وشهادةُ أملٍ وحياةٍ وحرّيّة، لكنّها أيضًا لعنةٌ لمَن يستحقّ أنْ يُلعَن.  فقد أعلنت مجلة "غاليري" المتخصّصة بالفنون الجميلة فوز سبعة فنّانين اختيرت أعمالهم من بين 224 عملاً رشِّحت لجائزة Gallery Prize لسنة 2021 التي تطلَق للمرّة الأولى. تألّفت لجنة التحكيم من بعض أبرز متخصّصي الفنّ في لبنان. وكانت مشاركة سيزار نمّور فيها، الذي وافته المنيّة بعيد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم