الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

القضاء العاجز أو المُتواطئ أو الفاسد أو الخائف يُشعل حرباً أهليّة!

المصدر: النهار
سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
القضاء العاجز أو المُتواطئ أو الفاسد أو الخائف يُشعل حرباً أهليّة!
القضاء العاجز أو المُتواطئ أو الفاسد أو الخائف يُشعل حرباً أهليّة!
A+ A-
لا يستطيع "الموقف هذا النهار" اتّهام "الشعوب" اللبنانيّة بأنّها راغبة فعلاً في محاربة الفساد السياسي والطائفي والمذهبي والمالي والمؤسّساتي والمصرفي... فهذا شرفٌ لا تدّعيه. لكنّه يستطيع وبكلّ ثقة اتّهام كلَّ شعبٍ منها بالرغبة بصدق وإخلاص وعزيمة قويّة في محاسبة "الشعوب" الأخرى وبكلٍّ قسوة، بحيث تُعلِّم مُخالفي القوانين عندها كبارهم والصغار وتدفعهم إلى الارتداع عن السطو على الأموال العموميّة والأموال الخاصّة وعن توظيف عرق الناس لتكديس الثروات، كما يستطيع وبكلّ ثقة أيضاً التأكيد أنّ "الجماهير الغفورة" داخل كل "شعب" لبناني لا تنال من الثروات الضخمة الناتجة من الفساد ماليّة كانت أو عقاريّة أو أعمال أو أسهم وسندات إلّا الفتات. في حين أنّ قادتها المذهبيّين والحزبيّين والطائفيّين والإقطاعيّين يضعون أيديهم على القسم الأعظم منها و"يُربّحون شعوبهم جْميلة" بتمنينهم بالحماية من غدر "الشعوب" الأخرى ومن جشع قادتها ورغبتهم في السيطرة السياسيّة والماليّة والطائفيّة على أخواتها. طبعاً قد يقول البعض أنّ مُساعدين كثيرين لقادة "الشعوب" اللبنانيّة فاقوا قادتهم في الفساد، وصاروا من أصحاب الأطيان والأموال رغم دخولهم معهم في شراكة وإن غير مُتكافئة لأنّهم في حاجة إلى حمايتهم بل إلى عباءتهم. قد يقولون أيضاً أنّ ذلك يُزيل مساوئ "سوء توزيع الثروة" في البلاد، وتلك مقولة يساريّة أو تقدُّميّة أو ديموقراطيّة في الدول الديموقراطيّة فعلاً. لكنّه قولٌ سمج يؤكّد أن المؤمنين بتصحيح توزيع الثروة المُنتمين إلى عقائد مختلفة ومُتناقضة أحياناً لا علاقة لهم بمن يدّعي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم