الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنان بعد 42 عاماً من العلاقة مع إيران

المصدر: النهار
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
هذا التخبّط اللبناني، وهذا الغيم الأسود، متى ينكفئان؟ (تعبيرية- أ ف ب).
هذا التخبّط اللبناني، وهذا الغيم الأسود، متى ينكفئان؟ (تعبيرية- أ ف ب).
A+ A-
 لا ينتبه كثيرون من مؤيدي السياسة الإيرانية في لبنان، بل لايعرفون، أن النخبة المسيحية اللبنانية كانت جزءا أساسيًا من حركة الإسقاط البطيء والعميق والمتدرِّج لكل الأمبراطورية العثمانية، هذه الحركة التي ضمّت، خصوصا في نصف القرن الأخير من عمر الأمبراطورية نخباً شامية وعراقية مسيحية ومسلمة. هذه النخب رغم كونها بقيت أقلية عددية خلقت جوا سياسيا تضافر الضعفُ الاقتصادي والعسكري للدولة العثمانية وضغطُ الدول العظمى المتعدد ليجعلا من نهاية الأمبراطورية حتميةً ستظهر مع مغامرة ضباط الاتحاد والترقي الكبرى بالدخول في الحرب العالمية الأولى. قاتل الأتراك بشجاعة وقوة بل انتصروا في معركة استراتيجية أوجعت الأسطول الإنكليزي أيما وجع وهو الأسطول الذي كان يحاصر مضيق الدردنيل في غاليبولي. كانت معركة طويلة وشرسة عام 1915 سقط فيها عشرات آلاف القتلى من الجانبين وكادت تودي بالمستقبل السياسي لوزير الحرب ونستون تشرشل كما ساهمت حرب "مضيق" وادي الحجير في لبنان عام 2006 وحرب "مضيق" قطاع غزة عام 2008 في إنهاء المستقبل السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. باشرتُ بهذه المقدمة لا لأقول أن التاريخ سيتكرر بأشكاله السابقة ولكن لألفت النظر إلى أهمية لبنان في تحديد مصير "الأمبراطورية الإيرانية" الحالية رغم اختلاف ظروف ومعايير عديدة. لا يجب على أحد التقليل من هذه الأهمية مهما بدت المؤشرات معاكسةً خصوصا لدى المؤيدين للنفوذ الإيراني . وإذا لم يُظْهِر النظام الإيراني مقدرة على التكيّف مع الضغط النوعي المتزايد على أساليبه التوسعية، وهو الذي استخدم كل كفاءته الإيديولوجية والأمنية والسرية والبترودولارية والسياسية في توظيف واستنفاد إمكانيات الجماعة الشيعية اللبنانية (والجماعات الشيعيّة العربية)، فسيكون لبنان عاملا أساسيًا من عوامل انهيار طاقته على تحمّل الضغوط على مركز الإمبراطورية في طهران كما على أطرافها في اليمن والعراق ولبنان وسوريا وغزة. لبنان وهو الذي فيه، في الظاهر، عناصر ضعف شديدة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم