في كثير من الأحيان، ولا سيّما في الأوقات الصعبة، يشعر المؤمن بأنّ الله غائبٌ عنه. وهذا الشعور هو محنةٌ كبيرةٌ لإيمانه. فقد وضع رجاءه بالله واتّكل عليه ليكون إلى جانبه ويسانده، وإذا به يرى نفسَه وحيدًا في عالمٍ مليء بالمضايقات من كلّ نوع. غيابُ الله يعني في الواقع عدم تدخُّله في أحداث التاريخ. هذه الأحداث لها استقلاليَّتُها، بحيث يمكن لأيِّ مؤرّخٍ أن يبحث في أسبابها ووقائعها. الحروب التي يشنّها البشر لها مجراها الطبيعيّ، والقويّ فيها يسيطر على الضعيف. والله لا يتدخّل لينصر فريقًا على فريقٍ آخر. ومن يدعو حربًا انتصر فيها "النصرَ الإلهيّ" يُنزِل الله إلى مستواه ويسخِّره لأغراضه الخاصّة. أن يُدافِعَ الإنسان عن وطنه، وإنْ لزم الأمر بالحرب بعد استنفاد كلّ الطرق السلميّة، هذا أمرٌ طبيعيُّ وهو حقٌّ من حقوق الإنسان، ولكن لا علاقة لله بالحروب التي يشنّها البشر. ويُخطئ من يقول إنّ الله قد ألهمني بشنّ هذه الحرب، كما ادّعى أحد الرؤساء، فيما في الواقع لم تُلهِمه إلى هذه الحرب إلاّ أطماعُه السياسيّة ومصالحُه الاقتصاديّة. إنّ غياب الله قد أوضحه السيّد المسيح في مثل الوزنات. يقول في...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول