لأنّهم لا يعرفون ماذا يفعلون

"يا أَبَتا، اغفرْ لهم لأنّهم لا يعرفون ماذا يفعلون" (لوقا 34:23) إنّ الكلمات التي فاه بها يسوع وهو على الصليب هي نوعٌ من وصيّةٍ أخيرةٍ حفظها عنه تلاميذه، وهي توجز على نحوٍ ما بعضًا من تعاليمه. الكلمة الأولى التي أوردها إنجيل لوقا تتعلّق بمغفرة يسوع للّذين صلبوه. يسوع المسيح هو المخلّص، وهذا ما بشّر به الملاك يوسف بشأن مولد يسوع: "يا يوسف، ابنَ داود، لا تخفْ أن تأخذَ إليكَ مريم، زوجتكَ: فإنّ المولودَ فيها هو من الروح القدس. وستلد ابنًا فتسمّيه يسوع لأنّه هو الذي يُخلِّص شعبه من خطاياهم" (متى 20:1-21). اسم "يسوع" يعني بالعبريّة "الله يُخلِّص". والخلاص هو في العمق الخلاص من الخطايا. وفي أكثر من موضعٍ في الإنجيل المقدَّس نسمع يسوع يغفر الخطايا للذين يلتقيهم. فيقول لمخلَّع كفرناحوم، قبل أن يشفيه: "يا ابني مغفورةٌ لكَ خطاياكَ" (مرقس 5:2)، ويؤكِّد أنّ "لابن البشر سلطانًا على مغفرة الخطايا" (مرقس 10:2)....