الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الإنجاز الوحيد... الفشل، والحرب الأهليّة ممنوعة

سمير قسطنطين
سمير قسطنطين
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-
مرّةً جديدة أثبتَ السياسيّون في لبنان أنّهم غير قادرين إلّا على تحقيق الفشل. هُم مختلفون على كلّ شيء إلّا على عدم السماح بانهيار النظام السياسي العفِن. هُم يُدركون أنّ أحداً في العالَمَين العربي والغربي لا يريد أن يدعمهم. يعرفون أنّهم سقطوا حتّى في امتحان "الإكمال". هُم يعرفون أيضاً أنّ لعبة الشارع ليست بيدهم. غيرُ مسموحٍ لهم جرّ الناس إلى حربٍ أهليّة. يعرفون أنّهم ضعفوا إلى درجةٍ غير مسبوقة. يُدركون أنّه غير مسموحٍ لهم بتشكيل حكومةِ محاصصة. يتذاكون على الوسطاء وعلى الناس. يعيّشون الناس في الوهم. يحاولون أن يقنعوا الناس بأنّ الأمر ما زال في يدهم. الأمر على عكس ذلك. لكنّهم خائفون. كان واضحاً منذ البداية أنّ الرئيس سعد الحريري غير قادر على تشكيل حكومة. كتبتُ عن ذلك أكثر من مرّة. الأمر لا دخل له بوزير من هنا وحقيبة من هناك. الأمر متعلّقٌ بوصول الاهتراء إلى نقطة اللاعودة، وبلوغ الفشل مرحلةً لا تسمح ببداية جديدة لأشخاص غير قادرين أصلاً. أمّا ما حصل ويحصل في الشارع، فليس أكثر من تنفيسة. الكبار بلّغوا كلّ "حجارة الشطرنج" أنّ حركتها محدودة، لا أكثر ولا أقلّ. ليس من ممسكٍ واحدٍ بخيوط اللعبة. الكلُّ في المأزق. الذكيّ يفكّر في استراتيجيّة الـDamage Control له ولفريقه السياسي. هذا أفضل الموجود الآن. الانسحاب التدريجي من مشهد الشأن العام بات ضرورة لكثيرين. الظروف ستقود كثيرين بهذا الاتّجاه. حجم الفراغ والفشل بات كبيراً. الذكيّ يقرأ المشهد، يسأل نفسه عن الحجم الجديد الممكن له، والدور الجديد الممكن. هو لن يربح كلّ شيء. المهم ألّا يخسر الذكيّ كلّ شيء. خطوتان إلى الوراء أمرٌ ضروري. ليس لحفظ ماء الوجه بل لحفظ شيء من الدور وإن كان هزيلاً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم