العبوديّة كنظامٍ اجتماعيّ انتهتْ بعد أن تمّ الاعتراف عالميًّا بمساواة جميع الناس في الكرامة الإنسانيّة وفي الحقوق والواجبات. لكنّ العبوديّة ما زالت في النفوس. القدّيسون هم وحدهم أحرار، لكونهم عاشوا طبقًا لحياة السيّد المسيح، فيستطيعون أن يقولوا مع بولس الرسول: "لستُ أنا حيًّا به، بل هو، المسيح، يحيا فيّ" (غلاطية 20:2). أمّا سائر الناس فلا يزالون تحت نير العبوديّة في أشكالها المختلفة. فثمّة أوّلاً - وهذا أسوأ أنواع العبوديّة – العبوديّة للخطيئة. قال السيّد المسيح: "الحقّ الحقّ أقول لكم إنّ من ارتكب الخطيئة كان عبدًا للخطيئة". ثمّ يُضيف: "والعبد لا يُقيم في البيت على الدوام، بل الابن يُقيم على الدوام. فإذا حرّركم الابن صرتم بالحقيقة أحرارًا" (يوحنّا 34:8-36). وثمّة ثانيًا العبوديّة للشرائع. يسنّ مجتمعٌ شريعة ثمّ لا يعود يقوى على تغييرها، فيصير عبدًا لها. ويكبر عجزه تجاهها إذا اعتبر أنّها شريعةٌ مُنزَلةٌ من قِبَل الله، فيخاف من غضب الله، إذا تجرّأ على المسّ بها. وفي كثير من الأحيان يُصرّ على البقاء عليها إذا كانت تخدم مصالحه الشخصيّة. وهذا كان موضوع صراعٍ دائمٍ بين يسوع والفرّيسيّين، ولاسيّما في ما...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول