الإمارات ووسائلُها لدعم أهداف سياستها الخارجية

حقّقت دولة الإمارات العربية المتحدة نجاحات باهرة على أكثر من صعيد منذ تأسيسها قبل نحو 50 سنة. إذ انطلقت تقريباً من الصفر لكنها تمكّنت وبفضل مؤسّسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من الإنتقال وفي سرعة مدهشة من العالم الثالث بتخلّفه وبؤسه الى دولة بالغة الحداثة تضاهي دول العالم الأول في مجالات كثيرة غير العسكرية طبعاً، الأمر الذي دفع ويدفع كثيرين من الخبراء الى تأكيد دخولها القرن الواحد والعشرين من أبوابه الواسعة. لكن هذا النجاح المذهل في عالم متخلّف وفي منطقة تمزّقها العداوات والحروب من قبلية ومذهبية وقومية يبقى دائماً مهدداً ولا سيما من الدول الكبرى جغرافياً وديموغرافياً حتى في محيطها رغم اشتراكها، أي الإمارات مع بعضها بروابط العروبة، ومع بعضها الآخر بروابط الإسلام. علماً أن انقسام الأخير بين سنّة وشيعة أدخل منطقة الخليج والعالم العربي الأوسع في صراع مذهبي بعد أفول عصر القومية العربية جرّاء النزعة التسلّطية عند بعض رعاته وعودة المذهبية في الإسلام الى التأجّج بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1979. بدا التهديد واضحاً يوم استهدف حوثيو اليمن مؤخراً العاصمة أبوظبي والإمارة "العالمية" دبي بصواريخ ومسيّرات أكثر من مرة جرّاء إنزعاج داعمتهم ومدرّبتهم ومسلّحتهم إيران من تدخل دولة...