"في اختيار الرفاق"
16-09-2020 | 00:25
المصدر: النهار
تنقل الروائي الايطالي في نقد القوى السياسية وفقاً لمقياس واحد: ايطاليا والضمير. هاجم الشيوعيين وهاجم الفاشيين ولم يوفر الاشتراكيين في رحلة البحث عن بلد تغلب فيه الحقيقة على مهرجانات الكذب والتلون وتبديل الولاء.كتب مرة اطروحة بعنوان "اختيار الرفاق" يعلن فيها ان كل خيباته بالسياسة الايطالية والسياسيين الايطاليين، لن تحمله على التخلي عن التزامه، ليس لأن هذا الالتزام سوف يحمل الخلاص الى احد، ولكن لأن اللامبالاة كفر وموت.لا يمكن ان ننضم في اي لحظة، الى الزمرة الكافرة من اللامبالين. لن نتساوى معهم في ازدراء الوطن والدولة والشبان الذين سوف يرثون الأرض.اللامبالاة موت وكفر، قال سيلوني، من اجل ايطاليا لا يعبث بها الانانيون والمستكبرون وقساة القلوب "وبيض العيون". نحن، العزّل، من كل شيء آخر، علينا، على الأقل، أن نكتب. بعض المتألمين، يكتب على الجدران وعلى الأرصفة وعلى الأعمدة ويهتفون في الشوارع والساحات، فلماذا لا نكتب على الصحف؟نعرف انه مضى زمن السياسيين الذين يقرأون ويخجلون ويعتزلون. لا بشارة الخوري في هذا القوم ولا فؤاد شهاب، ولا مشاعر، ولا عمر كرامي يهرع مسرعاً الى المجلس ليقرأ استقالته شامخاً مثل نخلة، منحنياً مثل سنبلة امام فشله. ولكن لبنان – مثل ايطاليا – لا يزال هنا. لا يزال، مهما كان محترقاً وخَرِباً وحزيناً، بيوته بلا ابواب وبنوكه مغلقة في وجه جميع الناس، وشوارعه وشطآنه وجباله مليئة بالزبالة والآمراض والتلوث، ومستشفياته طافحة بالمرضى، وصيدلياته خالية من الأدوية، ومصانعه مجمدة، ومدارسه بلا معلمين، وحركة القضاء بلا توقيع، والناس تمشي في الشوارع خائفة مرتعدة من الحريق التالي، وهل تكون غيمة الفطر سوداء أم برتقالية أم رمادية.لا شيء يشبه سياسيينا في هذه اللامبالاة. حتى سري لانكا، على فقرها، وجدت انه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول