الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

انتخاباتٌ للوطن لا للدائرة

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
تعبيرية (حسام شبارو).
تعبيرية (حسام شبارو).
A+ A-
لا نعيشُ في لبنان تداولَ سلطةٍ بين موالاةٍ ومعارضَةٍ لكي يَقتنعَ الشعبُ بحكمِ الأكثريّةِ. الحاصِلُ منذ سنواتٍ هو سيطرةُ تحالفٍ سياسيٍّ وطائفيٍّ وعسكريٍّ على الدولةِ بالقوّةِ والترهيبِ، أو ببِدعةِ "الديموقراطيّةِ التوافقيّةِ"، أو بتسوياتِ "لا حولَ ولا قوة"، أو بتعطيلِ الاستحقاقاتِ الديموقراطيّةِ. وليتَ سيطرةَ هذا التحالفِ على السلطةِ والشرعيّةِ تَهدِفُ إلى أن يَحكُمَ على أساسِ دستورِ البلادِ وتقاليدِها وأعرافِها؛ فغايةُ السيطرةِ هي نَقضُ ما هو قائمٌ وإقامةُ ما هو مُنافٍ مفهومَ لبنان.لذلك، وما لم نُقرِّر المواجهةَ الوطنيّةَ، يُخشى أن يكونَ الاستحقاقُ الانتخابيُّ المقبلُ، أيًّا تَكُن نتائجُه، من دونِ مفعولٍ تَغييريّ. فالقِوى المهيمِنةُ ــــ حزبُ الله وحلفاؤه ـــ ستتَخطّى، كعادتِها، نتائجَ الانتخاباتِ النيابيّةِ وستَلتَفُّ عليها، إنْ لم تكن لمصلحتِها، بألفِ طريقةٍ وطريقة ٍكما فَعلت إِثْرَ انتخاباتِ 2005 و 2009 و 2018. مَن لا يَتذكّرُ كيفَ ضَغطَت الأقليّةُ النيابيّةُ لإعادةِ انتخابِ نبيه برّي رئيسًا للمجلسِ النيابي، وأخّرَت تشكيلَ الحكومات، وفَرضَت حكوماتٍ توافقيّةً، وأغْلقت البرلمان، وأحْدثَت شُغورًا رئاسيًّا حتى كان لها ما تريد، إلخ... إنّه جُبنُ بعضِ قِوى 14 أذار. من هنا إنَّ فوزَ قوى التغييرِ بالأكثريّةِ النيابيّةِ ـــ في حالِ حصولِه ـــ ليس نهايةَ المعركةِ بل بدايتُها، إذ يَتوجَّبُ عليها النضالُ لكي تُترجِمَ فوزَها الانتخابيَّ باحترامِ أكثريّتِها، بأداءٍ سياسيٍّ تغييريّ، وبحكومةٍ وبرئيسِ جُمهوريّةٍ جديدَين من الأكثريّة. خِلافَ ذلك، لا ضرورةَ للانتخاباتِ ولا فائدةَ من الانتصار. لكنَّ الخوفَ أن تكونَ معركةُ قوى التغييرِ الأساسيّةُ داخل مكوّناتِها المشَتَّتةِ بين الأحزابِ السياديّةِ والشخصيّاتِ المستقلَّةِ ومجموعاتِ المجتمعِ المدنيِّ المبعثَرة. قوى التغييرِ متّفقةٌ على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم