هل إيران غير معنيّة برسالة "الضمانات الروسيّة" لأميركا؟

يبدو أنّ الحرب التي شنّها رئيس روسيا فلاديمير بوتين على أوكرانيا في الرابع والعشرين من الشهر الماضي تُهدّد بتكريس الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي جهودهما لمواجهته نظراً إلى خطره على نفوذهما في دول شرق أوروبا التي أفادت من انهيار الاتحاد السوفياتي لإعلان استقلالها ولحمايته بالتحالف مع الأميركيّين وبانضمام بعضها إلى حلف شمال الأطلسي الذي يتزّعمونه. فالحليفان الأميركي والأوروبي لا يستطيعان عدم مواجهة بوتين إذ إنّ السكوت عن حربه الأخيرة يعني نوعاً من الاستسلام له. فضلاً عن أنّه يدفعه إلى متابعة تنفيذ طموحاته الكبيرة لاستعادة دور الاتحاد السوفياتي الذي ورثته بلاده روسيا، ظنّاً منه أنّ التغاضي عن احتلاله أوسيبيا وأبخازيا في جمهوريّة جورجيا عام 2008 وعن توفير الدعم لروس أوكرانيا كي ينفصلوا عنها كما عن احتلال شبه جزيرة القرم عام 2014، يعكس خوف الغرب بكلّ أطرافه من مواجهته. لكن خلافاً لتوقّعات بوتين كانت حربه على أوكرانيا جرس إنذار أيقظ واشنطن وعواصم الغرب الأوروبي والأميركي وحتّى الآسيوي من "استسلامها" أو من اقتناعها بأنّ قوّتها لا تزال تمنع موسكو وغيرها من استفزازها وحلفاءها على النحو الذي يراه العالم اليوم. لهذا السبب بادر هؤلاء الى شنّ الحرب العالميّة الثالثة على بوتين وبلاده ولكن بالعقوبات الشديدة وفي كلِّ المجالات الممكنة المؤلمة له شخصيّاً ولهيبته وشعبه والقادرة مع الوقت، ولا سيّما إذا طالت الحرب، على تكوين رأي عام داخلي مُعارض له ولحربه ومُصمّم على الاحتجاج والنزول إلى الشارع رغم القمع والسجن والأحكام العُرفيّة. يعتقد الغربان أنّ من شأن ذلك منع نشوب حرب عالميّة ثالثة عسكريّة لا مصلحة فيها لأحد لأنّها قد تُدمّر العالم بل الكوكب كلّه.طبعاً لا يزال من المُبكر استشراف تطوّرات الحرب العسكريّة الروسيّة – الغربيّة في أوكرانيا وانعكاساتها على العالم. لكنّ اللبنانيّين الذين يُعوّلون على دور الولايات المتّحدة في مساعدتهم لتلافي تحوّل "الموت السريري" لدولتهم وفاةً نهائيّة، وذلك بالعمل لتذليل عقبات ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل والانتقال تالياً إلى بدء التنقيب عن النفط...