الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

من أجل لا شيء

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
مرحبا إنقاذ وإصلاح وتغيير، لوحة لمنصور الهبر.
مرحبا إنقاذ وإصلاح وتغيير، لوحة لمنصور الهبر.
A+ A-
حسنًا. بل حسنًا جدًّا جدًّا وجدًّا. بل أحسن من الحسن. بل العجب العجاب كيف أنّنا أهدرنا كلّ هذا الوقت الضائع من أجل لا شيء، ومن أجل الرؤوس الحامية. وكيف أنّ الحكومة لم تتألّف من قبل، من سنة ونيّف. هذه الحكومة نفسها بلحومها وشحومها طبعًا. وجدًّا. وحصرًا. وبالذات. ولا فُضّ فو من قال ذلك. عفارم عليه، وعلى أهله، وعلى أمّه، وعلى سلالته أجمعين.
 
وصحيحٌ جدًّا جدًّا أنّنا يجب أنْ نفكّر في الإنقاذ. وحيّ على الفلاح والعمل، على قولة أحدهم. فلا فُضّ فوه، هو أيضًا وخصوصًا. وأطال الله بعمره. وأطال بعمر كلّ الذين من أعماره، أيًّا كانوا، وحيث يكونون، ولو كانوا يرتكبون ما يرتكبون. المهمّ أنّها تألّفت. والمهمّ أنْ تُحمى بالخرزة الزرقاء، كي لا تُصاب بالعين. وما أكثر العيون! وكم الآن العيون فارغة، مبحلقة، وتصيب! 
 
والسلام على مَن اتّبع الهدى. وعلى إيران الخميني والخامنئي. وعلى سوريا الأسد الأب والابن والحفيد. وعلى فرنسا ماكرون. وعلى العالم الحرّ. وعلى المجتمع الدوليّ. وعلى الأحبّة والغيارى أجمعين، من كلّ صنفٍ وجنسٍ ودين. 
 
وعليه، ما فات قد فات. ولتسييل الأمور، ومن أجل الانتظام العامّ، وإشاعة المزيد من الأمل، وتسهيل حكومة الوليّ الفقيه وأتباعه في "التيّار الوطنيّ الحرّ"، والوزراء الأشاوس الميامين (الوزراء الأشاوس الميامين بلا استثناء، الأوادم منهم والذين ليسوا. أكرّر: بلا استثناء) ولا سيّما أنّهم في رئاسة رئيسهم المحنّك النجيب (الذي لم أتشرّف يومًا بمصافحته ومعرفته و... محاورته، ولا بمصافحة غيره ومعرفته ومحاورته)، وتحت رعاية رئيس جمهوريّتنا القويّ المفدّى، يجب أنْ ننسى كلّ هذا التأخير الجهنّمي، كلّ هذا الموت، كلّ هذا القتل، كلّ هذا العهر، كل هذا الذلّ، كلّ هذا الانهيار، كلّ هذا الانحطاط، كلّ هذا التفكّك، كلّ هذا التسلبط، كلّ هذا الانعدام الأخلاقيّ القيميّ المعياريّ، كلّ هذه البلطجة، وكلّ هذا الفساد. ومعه كلّ هذا النهب المنظّم، وهذا النهب غير المنظّم. وعهود الكهرباء ووعودها الصارمة الحاسمة الجازمة المضيئة دائمًا وأبدًا - 24 على 24 -. والنيترات. والأمونيوم. والبنزين. والمازوت. ولقمة الخبز. وأقساط المدارس. وأحوال الاستشفاء. والدواء. وشهداء الكوفيد. وسعر صرف الليرة. وشفط ودائع المودعين. و- تفجير - مرفأ بيروت. والضحايا. وأهل الضحايا. ورجال الإطفاء. والـ deposit (هل تذكر الخليويّ يا سيّد نجيب؟!). وتعديل اتّفاق الطائف بما يعيد حقوق المسيحيّين (أوعا حقوق المسيحيّين يا جنرال!). ولِم لا؟ بما يفضي إلى مؤتمر تأسيسيّ، يضع الأمور في نصابها الحزب إلهيّ.
 
وعليه، وإكرامًا لعيون هذه الحكومة، ولعيون الذين ساهموا في تسهيل تأليفها في الداخل والخارج، وبهدف منع الارتطام الكبير، يجب أنْ ننسى أنّ هذه الطبقة السياسيّة المجرمة التي تسبّبت بكلّ هذا الذي نحن فيه، يجب أنْ ننسى أنّ هذه الطبقة الأخطبوطيّة الجهنّمية هي التي أنجبت هذه الحكومة، وهي التي ستمنحها الثقة، لتضع "الإصلاحات" – أيّ إصلاحات؟! – وخطط الإنقاذ لمنع الارتطام العظيم الأعظم. وهي التي ستجري الانتخابات، لتكوين سلطة حرّة سيّدة مستقلّة جديدة. مرحبا انتخابات (نيابيّة ورئاسيّة) ومرحبا سلطة حرّة سيّدة مستقلّة جديدة! 
 
حسنًا. حسنًا. حسنًا. بل أحسن من الحسن. وليَمت في قهره المقهورُ، بسبب هذا التأليف التاريخيّ الميمون. وليفطس هذا المقهور. هو وكلّ مَن ينتمي إليه في الوطن والمهجر. وفي المقابر والقبور أجمعين.
 
مرحبا إصلاح. ومرحبا تغيير. ومرحبا الثورة والثوّار. ومرحبا مرحبا مرحبا لبنان سيّدًا حرًّا مستقلًّا.
 
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم