الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لن يبقى جرذٌ في وكره البيروتيّ بعد ليل الفحم والدخان

المصدر: النهار
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
حريق مرفأ بيروت مجددا ...
حريق مرفأ بيروت مجددا ...
A+ A-
بيروت، ظهيرة 10 أيلول 2020. كانت ظهيرةُ 10 أيلول حالكةً مدلهمّةً، وكان ثمّة شيءٌ يشبه البكاءَ المتفحّم. كما لو أنّ العدم صار أمس هو رائحةَ اللون والصوت، وصار هو الرؤية. لم يعد صديقي كوبر يرى أمامه ولا وراءه. ولم أعد أنا أراني. أكان ليلًا ما رأيناه في ظهيرة 10 أيلول، أم خللًا في نظام الكون اللبنانيّ، أم في ترتيب الوقت، أم هي تلك الشمس المريضة، وقد أعيتْها مشقّةُ السخام، فآثرتْ أنْ تنسحب، لئلّا يتفجّم قلبها، على غرار حياة بيروتنا المفجَّمة؟! فحمةٌ هي الحياة. فحمةٌ هي المدينة. وفحمةٌ هي أوكار الجرذان، وأمجادُ الحكّام والطغاة. في حالٍ كهذه، لا يعود من الجائز اللجوء إلى الرثاء. عندما يستحيل (في الزمن القصير الراهن) طردُ الجرذان والأصنام، عندما يرفض الهواءُ تبديدَ التلوّث في الهواء، عندما يتجمّد كلُّ شيءٍ في موضعه (إلى حين)، ويصير كالتماثيل، كتماثيل الشمع في متاحف الموت والشموع، آنذاك يشقّ على رجلٍ أنْ يبكي علنًا. كما يشقّ عليه أنْ يطأطئ. كمثلِ أنْ يرتاب المرءُ بحواسّه، ارتيابَ العقلِ بحنكة مداركه. بل كمثلِ أنْ يهبَّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم