الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نخبة مقاوِمة للضحالة الثقافية

المصدر: النهار
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
من الحفل التأبيني للقمان سليم في دارته (نبيل اسماعيل).
من الحفل التأبيني للقمان سليم في دارته (نبيل اسماعيل).
A+ A-
 الاغتيال الثقافي له دائما وقع أكثر مفاجأةً من الاغتيال السياسي. أقصد اغتيال المثقفين واغتيال السياسيين. ففجأةً يضيئ دمُ المثقف على أهمية ليست محسوبة قبل الاغتيال تماماً. يضيئ على أهمية الثقافة وسلطتها "غير السلطوية". هناك من يقيس في الغرفة المظلمة أهمية للثقافة لا تتوقعها الساحات المكشوفة للضوء. اغتيال سمير قصير وفرج فودة ولقمان سليم والاعتداء على نجيب محفوظ وغيرها وغيرها من اعتداءات على مثقفين، على الاختلافات الكثيرة بين هويات وأحجام وأدوار ومواقع كل إسم، هي في كلّ واحد منها اعتداء أو اغتيال مركّب. فرغم سهولة اغتيال المثقف الأمنية،السهولة الفائقة، هو أعقد على الفهم من حيث أن اغتيال المثقف بسبب عدم وضوح مدى تأثير الدور إلا في ذهن صاحب قرار التصفية هو اعتراف بقوة عميقة، يظهرها الاغتيال وبهذا المعنى يفجِّرها كما يتفجّر نهر غير منظور من جوف الأرض. لا أريد أن أقارن بين الاغتيالات في منطقةٍ حيث كل اعتداء على سياسي أو مثقف أو على أي مواطن فيها هو اعتداء على الحرية التي يثبت بعد عقود من تجارب مجتمعاتنا ودولها "الفتيّة" أن غيابها، أي الحرية، هو العنوان الأول للتخلّف والظلام والظلامة. لاشيىء يبرر القتل. حتى التطرف في الرأي عندما يصدر عن أعزل يقاوم بالوسائل السلمية. كان لقمان متمسكاً عنيداً بمعارضته لكنه كان رجلا مسالماً بكل أنماط نشاطه وحياته. كان مثل مثقفين كثيرين يحمل فكرة ثقافية ديموقراطية ثابتة عن الحياة السياسية. وإذا كان اغتيال لقمان سليم "أوضح" من اغتيالين حصلا عام 1987 هما اغتيال حسين مروة ومهدي عامل، فإن الاغتيالات الثلاثة تنتمي  مباشرةً أو غير مباشرة إلى مستوى واحد هو الصراع على "ثقافة" الطائفة الشيعية في لبنان. فالاغتيالات الثلاثة تطال مثقفين محترفين كانوا جزءا من مناخ متعدد الاتجاهات بما فيها الاتجاه غير الديني. رغم يسارية مروة وحسن حمدان (مهدي عامل) وانتمائهما البارز للحزب الشيوعي اللبناني كان الإثنان موصولَيْن بشكل طبيعي بكل ما هو خارج الإسلام الأيديولوجي السياسي سواء صيغته الأصولية الشيعية أو صيغته الإخوانية السنيّة. صحيح...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم