السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بل هو "إعلانُ بيروت"

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
بن سلمان وماكرون (أ ف ب).
بن سلمان وماكرون (أ ف ب).
A+ A-
البيانُ المشترَكُ السعوديُّ/الفرنسيُّ (إعلان جَدّة) بشأنِ لبنان هو بيانٌ لبنانيٌّ بامتياز. فقَبلَ أن تكونَ بنودُه "شروطًا" فرنسيّةً وسعوديّةً، هي مطالبُ اللبنانيّين وحاجاتُهم، لكنَّ الدولةَ اللبنانيّةَ، تحت ضغطِ حزبِ الله، أهملَتها وأدْخَلتنا في مسلسلِ أزَماتٍ وكوارث. "إعلانُ جَدّة" هو عمليًّا "إعلانُ بيروت"، ويَصُبُّ مباشرةً في حِيادِ لبنان والمؤتمرِ الدُوَليِّ الخاصِّ بلبنان. كيف؟غالِبيّةُ بنودِه تُشكِّلُ المرتكزَ الأساسيَّ لحِيادِ لبنان. فحين نَصونُ "الوِحدةَ الوطنيّةَ والسلمَ الأهلي، ونَحصُرُ السلاحَ في مؤسّساتِ الدولةِ الشرعيّة، ونُطبِّقُ القراراتِ الدُوليّةَ 1559 (نزعُ السلاح) و1701 (تحييدُ الجنوب) و1680 (ترسيمُ الحدودِ مع سوريا)"، وحين لا يعودُ لبنان "مُنطلقًا لأعمالٍ إرهابيّةٍ تُزعزعُ أمنَ المنطقةِ واستقرارَها"، حينئذ يَدخُلُ لبنانُ نظامَ الحِيادِ من دون إعلانٍ رسمي. إنّـما يبقى أن نحوِّلَ الحِيادَ من واقعٍ سياسيٍّ وأمنيٍّ إلى واقعٍ دُستوريٍّ يُعطيه صفةَ الثباتِ والديمومةِ من خلالِ رعايةٍ دُوَليّة.ولأنَّ تنفيذَ "إعلانِ جَدّة" متعذِّرٌ من خلالِ حوارٍ بين القِوى اللبنانيّةِ، يُصبحَ اللجوءُ إلى مؤتمرٍ دُوَليٍّ خِيارًا مفتوحًا. الفِكرةُ بدأت تَشُقُّ طريقَها بهدوءٍ وثباتٍ. ومنذ أيّامٍ صَدرَت تصاريحُ فرنسيّةٌ رسميّةٌ تقترحُ رعايةً دوليّةً لحوارٍ لبنانيٍّ ما. ومنذُ الأشهرِ الأربعةِ الأخيرةِ والفكرةُ تُراودُ اللقاءاتِ الدوليّةَ والعربيّةَ حولَ لبنان. يَتهامَسون بها ويخافون عليها. والبيانُ الفرنسيُّ/السعوديُّ هو أصلًا خطوةٌ متقدِّمةٌ نحو المؤتمرِ الدُوَليِّ تلتقي والخطواتِ الفرنسيّةَ والأميركيّةَ والفاتيكانيّةَ المشترَكة. لكنَّ الخوفَ أن تُجهِضَها الدولةُ اللبنانيُّة كما أجَهضَت جميعَ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم