هذه الطبقة السياسيّة تتسلّى بنا ونحن شهودٌ على ذلك!

 من العبارات التي لفتتْ اهتمامي في الفترات الأخيرة، لكثرة استخدامها والتداول بها، سياسيًّا، وإعلاميًّا، وتلفزيونيًّا، وعبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، عبارة "مش قاريك" (لا أقرأكَ)، بمعنى "مش شايفك"، "مش معتبرك"، "مش عاطيك قيمة"، وهذا كلّه تعبيرًا عن فائض الامتلاء بالذات والاستكبار والاستعلاء من جهة، وعن فائض احتقار الآخر وازدرائه من جهةٍ ثانية.  لفتتني هذه العبارة بشكلٍ خاصّ، لأنّها تنطبق على النظرة التي تنظر فيها الطبقةُ السياسيّة الحاكمة إلينا. "إنتو مين؟" أنتم صراصير، حشرات، لا شيء، ولا أحد، في نظرنا. هذا ما تقوله جماعةُ السلطة في تقييمها لنا (مَن نحن؟!)، وهذا تمامًا ما تفعله بنا، بدون أنْ يرفّ لها جفنٌ، أو يعتريها وجلٌ وخوفٌ، ولا حتّى ارتباكٌ أو تردّد. هذا المقال ليس للتسلية، ولا للسخريّة والتهكّم. إنّه مقالٌ جدّيٌّ للغاية، وجدًّا، وكثيرًا، بل أكثر بكثيرٍ من العادة. لأنّه يندرج في سياق معرفة المرء (الناس)...