في الردّ على فرانز كافكا

 "أنتمي إلى الصمت العميق. إنّه المناخ الذي يلائمني" (فرانز كافكا، رسائل إلى ميلانا) ليس غريبًا أنْ يقول فرانز كافكا هذا القول، ويعلن هذا الإعلان. الغريب ألّا يفعل ذلك. إنّه في هذا المعنى، ينضمّ – يا لكفاءته! - إلى عائلة النباتات والزهور واللوحات والقصائد والنظرات التي تنخرط انخراطًا مهيبًا (وبلا صوت) في هذا الانتماء الصامت الميمون. لستُ أدري ما إذا كانت كلمة "المناخ" الواردة أعلاه، والمترجمة عن الفرنسيّة (J’appartiens au silence profond. C’est le climat qui me convient.) هي الكلمة المناسب استخدامها ها هنا للتعبير عن التلاؤم مع الصمت. لِمَ لا أستخدم كلمة "الطقس" مثلًا (بمعنى الطقوس)، أو بالأحرى، كلمة "المزاج"، لكنْ محرَّرًا من "المِحْن" الاستعراضيّ، المُصطنَع، والمقصود؟! هذا لأقول، إنّي أنا أيضًا أنتمي إلى هذا الصمت، الذي يكاد أحيانًا أنْ يكون مطلقًا، بما يقتضيه هذا الإطلاق من إحساسٍ عميقٍ بالموت (أحيانًا)....