زمن الجهر بالمحرّمات: الحياد والفيديرالية

جمعتنا خيمة لقمان سليم في الذكرى الثانية لاستشهاده المفجع. الذكرى تثبت القاعدة السرمدية بأن الرأي فوق شجاعة الشجعان. الذين يُقتلون بسبب آرائهم الحرّة يكتسب اغتيالهم وقعاً يفوق الأثر الذي يتركه استشهاد القادة والمقاتلين في ساحات الحروب، وهو أثرٌ لا يسقط من الذاكرة مهما طال الزمن.كنا أربعة متكلّمين. وقد بدأت مداخلتي بالقول إن استشهاد لقمان يدحض المثل الشائع بأن العين لا تقاوم المخرز. فهو تحدّى مخرز الإرهاب والترهيب، وبعد سنتين من استشهاده بات صوته أعلى وأفكاره أكثر دويّاً على كل المنابر وفي الضمائر والقلوب.كان موضوع الندوة: "الحياد خياراً استراتيجياً للبنان". والحياد بات موضوعا متألّقا في البلاد منذ أن طرحه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كشعار مركزي وحيوي واجب التطبيق من دون إبطاء، بوصفه طريقاً لإخراج لبنان من الصراعات الإقليمية وتعطيل صواعق التفجير في المجتمع اللبناني.لكن الشعار بحاجة إلى مراجعة وتدقيق، وربما إلى إعادة صياغة. فالمشكلة لم تكن يوما...