الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"تفاهم مار مخايل"... هل بات يحتاج إلى توقيع باسيل؟

المصدر: "النهار"
سابين عويس
سابين عويس
Bookmark
أرشيفية.
أرشيفية.
A+ A-
للمرة الاولى منذ توقيع "تفاهم مار مخايل" بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، قبل 17 عاماً، يفقد الحدث بريقه، ويفتقد أحد صانعيه، مع خروج الزعيم المؤسس للتيار ميشال عون من المشهد السياسي وحلول صهره النائب جبران باسيل مكانه على رأس التيار، كما على ضفة التفاهم. لم يعد خافياً على الفريقين حجم التصدعات التي نالت من التفاهم، بعدما خرجت اخيراً الى العلن، ولم يعد في الامكان اخفاؤها، بعد نحو خمسة اعوام من محاولات تخفيف حدّتها أو التقليل من اهميتها. إلا ان تراكم المواقف والاخطاء في الاداء والممارسة لدى كلا الطرفين من دون تمييز ادى الى تنفيس الاحتقان عبر رفع سقف التصعيد في المواقف، مبرزاً حقيقة جلية تكمن في ان التفاهم قام وصمد على معادلة المصالح المشتركة التي جمعت الاضداد، تحقيقاً للمكاسب والنفوذ. وهذا لا يعني حتماً ان الفجوة الحاصلة اليوم بين فريقي التفاهم ستؤدي، كما يعتقد كثيرون، الى الطلاق او الانفصال. فما يجمع بينهما لا يزال اكبر مما يختلفان عليه. وحاجة الواحد الى الآخر تبدو اليوم بالنسبة الى كليهما اكبر مما كانت في السابق، خلافاً لما يسعى كل منهما الى تظهيره. فلا الحزب مستعد للتخلي عن حليف مسيحي وإن كان اصبح ضعيفاً ضمن بيئته، طالما لم ينجح في خلق قوة مسيحية قادر على ان يتكىء عليها، حتى لو نجح في ايصال حليفه سليمان فرنجيه الى الرئاسة الاولى، أو يلملم بعض الخارجين سراً عن طاعة رئيس التيار، وهم باتوا كثراً، ويدفعهم الى تشكيل نواة تكتل مسيحي يواجه تكتل باسيل ويضعفه. ولا التيار في المقابل، وفي شكل اكبر، قادر على القيام بخطوة اعادة التموضع والارتماء في الحضن المسيحي الذي عاداه منذ تولى ميشال عون الرئاسة وأطاح "تفاهم معراب". ذلك ان زعيم "القوات اللبنانية" اليوم ينتظر الفرصة للانقضاض على من يعتبر انه وجّه اليه طعنة في الظهر، وأخلّ بالاتفاق الذي اوصل عون الى بعبدا. في حين تزيد عزلة باسيل وفريقه السياسي بعدما رفع سيف العداء في وجه كل القوى. صحيح ان اوجه الاختلاف والتباين باتت كبيرة وكثيرة، لكنها لن تُسقط...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم