الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ربع قرن على رحيل الشيخ عبدالله العلايلي: مفتي القلب والعقل والإصلاح واللغة

المصدر: "النهار"
سليمان بختي
Bookmark
الشيخ عبدالله العلايلي.
الشيخ عبدالله العلايلي.
A+ A-
مضى على رحيل الشيخ عبدالله العلايلي (1914-1996) ربع قرن ولا يزال حضوره وازناً في الثقافة العربية، ويشار بالبنان إلى عمق بيانه وأفق انفتاحه وأهمية دوره. أذكر زيارتي الأولى له في منزله في حيّ البطريركية في بيروت عام 1993. ما كدت أصدق أن هناك يسكن الأسطورة. وأنّى لصورة في ذهن أو بال أن تضاهي الأسطورة. أذكره في جلسته الهادئة متربّعاً أمام طاولته الصغيرة. كـأنّه راهب في صومعة، وإمام في محرابه أو زارع ورد في حديقة لا تفنى. والكتب مزدانة حوله. وفي داخله جذوة مشتعلة تجري وتبحث وتسبق وتضيء الجهات. قنديل طافح بالضوء ومقيم على دربة النور. قصدته لحوار خاص لكتابي "إشارات النص والإبداع" (1995) كانت صحته تتدهور وتستقيم وأحياناً يصعب عليه النطق. لا يفوته إذا لم تسعف الذاكرة أن يشير إلى الكتاب المرصوف على هذا الرف أو ذاك وإلى الفصل وأحياناً الصفحة. رغم مرضه ونوبات السعال أصرّ على متابعة الحوار، ولم يبخل، وعلى تسديد أجوبته باكتناز وإيجاز مستهدفاً المعنى. كان "شيخنا" كما اعتدنا مخاطبته لا يتحرج من السؤال أو الموقف أو الشخص أو التاريخ. اذكر سؤالي الأول كيف تعثرت في صياغته وهو عن علاقة الفكر واللغة، وهل يمكن نشوء حالة تفكير معينة خارج اللغة؟ كان جوابه مثل رد الفعل: "مقوم إن إمكان التفكير يستند إلى اللغة التي تستخدم في إبراز عناصر الفكر، ففرض إنسان بدون لغة معناه فرض إنسان بلا تفكير".هذا الشيخ العلامة الأزهري الأديب المفكر الشاعر اللغوي كيف كانت رحلته في محطاتها ومعالمها ومواقفها وآمالها وخيباتها؟ ولد الشيخ عبدالله العلايلي في 2 تشرين الثاني 1914 في حي شعبي بجوار سوق البازركان في بيروت. والده كان يعمل في تجارة المحاصيل الزراعية. درس في طفولته لدى الكتّاب. وفي سنة 1920 أدخل إلى مدرسة الحرش المقاصدية. وبعد أربعة أعوام سافر إلى القاهرة والتحق بالأزهر وكان من أساتذته الجيزاوي والمرصفي وبخيت وشاكر والدحوي. وتخرّج في الأزهر عام 1935 وقفل عائداً إلى بيروت عام 1937. ثم رجع إلى القاهرة منتسباً إلى كلية الحقوق حتى العام 1940 حين اضطرته الحرب العالمية الثانية للعودة إلى لبنان. وكتب عن تلك المرحلة مذكرات عنوانها "أعوام في مصر"، حيث تأثر بالتيارات السياسية ومنها تيار النزعة الإسلامية الهادفة إلى إيقاظ الشرق...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم