هل اقتربَ الموعدُ وآنَ أوانُ الصلب؟

الخائفون عليكِ خائفون وواجمون. يقولون إنّك على وشك الزوال، وإنّ قوىً محلّيّةً وإقليميّةً ودوليّةً تتربّص بكِ، وتتحيّن الفرصةَ للانقضاض عليكِ. فهل اقترب الموعدُ المشؤوم، وآنَ أوانُ الصلب؟ هل، على عمودٍ ستُرفَعين بعريكِ الحيي؟ وكما جاء في الكتب – المُحرَّفة -، ستحفُّ بكِ الآياتُ الملعونة، والتعاويذُ، من كلّ صوب، وسيضفرُ رأسَكِ تاجُ الاندثار، وفوقكِ ستحلّقُ الغربانُ وطيورُ المقابر، تهيئةً للوليمة السوداء؟ هذه المرّة، أحقًّا لن يبقى إلى جواركِ، إلّا التلاميذُ - المستجدّون -، والأمُّ – المستجدّة -؟ أحقًّا سيزدريكِ هؤلاء ازدراءً، ولن يبلّلوا وجهكِ الثخين في ليل هذا الصيف القائظ؟ أسيغلبهم، يا ترى، نعاسُ التلقين والتدجين، وبرقُ العمالة سيسمل عيونهم؟ فيما سبق من تواريخ، جَرَدَ تجّارُكِ (لبنانيّين وأشقّاء وأصدقاء وأغرابًا وأعداء) لحمَكِ جردًا، ولم يتركوا فيكِ إلّا العظْمَ اليابسَ المستوحش. لكنّكِ لم تُسلّمي الروح. فقد كنتِ على الدوام، تُرَبّين اللحمَ ليعودَ ينمو، وليعودَ يشتهي أنْ...