الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما كلُّ اعتذارٍ بادرةَ تهذيب

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
الحريري (تصوير نبيل اسماعيل)
الحريري (تصوير نبيل اسماعيل)
A+ A-
 في ظروفٍ طبيعيّة، كنا رَحّبنا باعتذارِ الرئيسِ المكلَّف سعد الحريري، وقد مَضَت سبعةُ أشهر والحكومةُ لم تَتشَكَّل، فيما البلدُ ينهار. فكما لا يَحِقُّ وطنيًّا وأدبيًّا لرئيسِ الجُمهوريّة، أيِّ رئيسِ جُمهوريّة، أن يتأخّرَ أسابيعَ قبلَ بَدءِ الاستشاراتِ الملزِمةِ لاختيارِ رئيسٍ مكَلَّف، لا يَحِقُّ وطنيًّا وأدبيًّا أيضًا لرئيسٍ مكلَّف، أيِّ رئيسٍ مكلَّف، أن يَتأبّطَ التكليفَ ولا يُشكِّلَ حكومةً في مدّةٍ معقولة. البلدُ ليس مُلكَ "الطائف" والطوائف، ولا مُلكَ الرؤساءِ والصلاحيّات. لكنَّ عجزَ الرئيسِ الحريري ليس ناتجًا عن فشلٍ أحاديٍّ وعِناد، إنّما عن وجودِ مشروعٍ متكامِلٍ لدى المحورِ السوريِّ/الإيرانيِّ لوضعِ اليدِ على البلد. والسيطرةُ على الحكومةِ هي إحدى حلقاتِ هذا المشروعِ الانقلابيِّ الذي يَتناساه البعضُ أحيانًا.  لقد تَخطّينا مرحلةَ تحديدِ نسبةِ المسؤوليّةِ بين الرئيسِ عون والرئيس الحريري إلى مرحلةِ انكشافِ مسؤوليّةِ فريقٍ بكامِله يواظبُ على إحكامِ السيطرةِ على لبنان استباقًا مفاوضاتِ أميركا وإيران حولَ دورِ طهران المتمادي في دولِ الشرق الأوسط، بموازاةِ مفاوضاتِهما حولَ الاتّفاقِ النوويّ. يَجبُ ألا نضيعَ في الثلثِ المعطِّل والحقائبِ وأسماءِ الوزراء. مُعضلةُ الحكومةِ أبعدُ من ذلك. ما عادت الاستحقاقاتُ الدستوريّةُ جُزءًا من النظامِ، بل من الانقلابِ المستمر. ويجبُ ألا نُهروِلَ إلى التسوياتِ الداخليّةِ لأنَّ تسوياتٍ تجري بين دولِ المنطقةِ ولا بدَّ مِن اللَحاقِ بالقطار. هذا منطقٌ سَبقَ له أن دَمَّرَنا. التقارباتُ الجاريةُ في المنطقةِ اليوم مرحليّةٌ ومبنيّةٌ على زَغَل. وبِقدْرِ ما يُفترضُ أن نواكبَها احتياطًا، فلا نخافُ منها إذا تَحلّينا بروحِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم