الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أصداء من سيمفونيا "الجريمة والعقاب"

المصدر: "النهار"
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
لاجئون من أوكرانيا عند الحدود مع بولندا (أ ف ب).
لاجئون من أوكرانيا عند الحدود مع بولندا (أ ف ب).
A+ A-
1خطوة مهمة أقدّم عليها لبنان فيها الكثير من المجازفة لكنْ فيها الكثير من الشجاعة هي البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية في بدايةالتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا و أدان هذا التدخل. ما ظهر وكأنه مجازفة وعمل خاطف من جهات في أعلى هرم الدولة تحوّل إلى سياسة الدولة بعد التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة برفض الاستخدام الروسي للقوة في أوكرانيا.هكذا يبدو البلد الصغير المثقل بحرّاس انقساماته الداخلية وقد أفلت في لحظة غير محسوبة من هؤلاء الحراس الخارجيين والداخليين ليقوم بلعبة بين الكبار ولكنها تتطابق مع شخصيته العميقةِ الانحيازِ الثقافي والسياسي للغرب.إنها لحظة أصيلة ولو على أرض سائلة.بهذا المعنى غامر البلد الصغير الذي صعدت جروحه الاجتياحية إلى حيث تدفعه نحو نوع من "الانتقام"، لا من قوة كبرى كروسيا التي يكنّ لها اللبنانيون فعلا مشاعر الود والصداقة ولكن لينتقم من نفسه إذا جاز التعبير على ماض وحاضر ارتهانيّين يتفنّن فيهما المدجّجون بكل انواع الأخوّة الخانقة ليمنعوا البلد الصغير من نفسه وبشكل دائم ومنهجي.لكن "الثورة" التي مثّلها بيان وزارة الخارجية، ولاشك أن رئيس الجمهورية ميشال عون وافق عليه عبر وزيره عبدالله أبوحبيب وبدعم من رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وتأكد ذلك في التصويت الأممي، هذه "الثورة" تحمل مأساةً مؤجلة. فقد تخلخلت فكرة الحياد اللبناني وانكشف لاحيادها. على هذا المستوى طغت روح الدولة الصغيرة المعذَّبة على حكمة الحياد المطلق وظهر الشبق الانحيازي للغرب في لحظة حقيقيّة جداويريدها معظم الشعب اللبناني.ضرب بعض لاعبي البلد الصغير ضربتهم في لحظة غفلة أو تجلّي لا فرق. سيأكل الولد الصغير علقة وينال جزاءه على لعبة أكبر منه ولكنها لعبة ستبقى في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم