السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

كتاب ناديا الشيخ حول الهوية النسائية في الإسلام: الجنسنة ونساء المسلمين ونساء الآخر في الصراع

المصدر: النهار
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
كتاب ناديا الشيخ حول الهوية النسائية في الإسلام
كتاب ناديا الشيخ حول الهوية النسائية في الإسلام
A+ A-
هناك كتبٌ تبقى أهميتُها بذاتها حتى لو نجحت مترجمةً. وهناك كتبٌ تحتل ترجمتها أهمية خاصة إلى جانب كونها مهمةً بذاتها. وهناك كتب، لا شك أندر، لديها ثلاث أهميات معا "مستقلة" عن بعضها البعض معاً ومتوالدة من بعضها البعض أيضا: أهمية الكتاب في المجال البحثي، وأهمية تعريبه وأهمية مراجعة النص المعرّب. أستطيع أن أقول أن كتاب الدكتورة ناديا ماريا الشيخ: "النساء والإسلام والهوية العباسية" الصادر عن دار المشرق ضمن سلسلة: نصوص ودروس - أبحاث إسلامية - الطبعة الأولى 2020 هو من الصنف الثالث أي أنه كتابٌ بحثي مترجم إلى العربية ذو ثلاث أهميّات معا: البحث الصعب والجدي جدا والجريء والرصين والخَطِر، والترجمة المضنية التي لا يمكن أن تكون عادية لأنها تتعلق ببحث حول وفي أعماق التراث الديني الإسلامي وتمظهراته التاريخية الشخصية والسياسية والاجتماعية، ومراجعة وتحرير النص¶، وكلاهما المراجعة والتحرير، يفترض مسؤولية عالية في مراقبة الترجمة التي هي ذاتها مع عملٍ مُضْنٍ باللغة الإنكليزية يستند إلى أبحاث في التراث الإسلامي ثم ترجمة لبعض ما هو مترجم أصلا فعودة بالنص إلى أساسه العربي. لذلك استغرق مني، وأنا لست بالباحث المتخصص في هذا المجال خصوصا أمام عمل بحثي على هذا المستوى، قراءةً دؤوبةً (بشغف وفائدة) لأتمكن من تلبية اهتمامي بالمعاني السياسية لمرحلة بل مراحل تشكّل صورة المرأة المسلمة، والمرأة المعادية للإسلام، في قلب قلب الصراعات الكبرى العنيفة لغةً وأحداثاً لتلك الحقبة. في جزء أساسي جدا من الكتاب ينكشف أمامنا معطى يبدو أن الدكتورة الشيخ مقتنعة به رغم كل حذرها المنهجي وهو أن العصر العباسي ولأسباب سنعود إليها هو الإطار الذي صنع صورة المرأة التي ورثناها عن زمن ولادة الإسلام وانتشاره من قريش إلى المدينة ثم إلى الجزيرة العربية. تريد الباحثة أن تقول من خلال بحث حساس أن النماذج المعيارية للمسلمات و"الجاهليات" الأُوْلَيَات التي استقرت في العصور اللاحقة هي النماذج التي صنعها العصر العباسي ومصالحه. النساء هن موضوع الكتاب لكن "بطلة" الكتاب و "الأنتي بطلة" فيه معا، أعني بذلك الشخصية المحورية في البحث، إلى جانب شخصيات نسائية في "صدر الإسلام" وخلال الوجود البيزنطي، هي هند بنت عُتبة زوجة أبي سفيان وأم الخليفة الأموي الأول معاوية. تقول الدكتورة الشيخ "أن صورة هند بنت عُتبة في النصوص الإسلامية، أي المنسوبة لحقبة ولادة إسلام، حالة تستدعي الدرس، ولكنها تحتاج إلى إعادة نظر ضمن سياق الجاهلية، فهي تمثِّل المرأة الجاهلية بامتياز، ويبدو أن أفعالها -كما تصورها النصوص العباسية-تشكل نموذجاً عن سلوك الجاهلية" وتتابع في الصفحة 31 " "ولم ترمز هند إلى الجاهلية فحسب بل كانت لها وظيفة في الخطاب المعارض للأمويين فشكّلت........... عاملاً أساسياً في حملة تشويه سمعة مؤسس الدولة الأموية". تخصص ناديا الشيخ الفصل الأول بكامله لتحليل صورة هند بنت عُتبة التي "ازداد سخطها" على النبي والمسلمين الأوائل "بعد معركة بدر سنة ٢\٦٢٤ إذ أنها فقدت والدها عتبة بن ربيعة وعمها شيبة ابن ربيعة وأخاها الوليد بن عتبة وابنها حنظلة بن أبي سفيان" وتضيف "أعلنت هند بأن مصابها أشد نوازل العرب كلهم متحديةً في ذلك زعم الخنساء الشاعرة الحزينة بأنها أكثر المفجوعات بين العرب. وقد قصدت هند سوق عكاظ منغمسةً في حزنها وبحثت عن الخنساء وطعنت في زعمها فنظمت كلتاهما رثاءً لموتاهما". إذن نحن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم