الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

روسيا وأوكرانيا والعلاقة الملتبسة

المصدر: "النهار"
مروان اسكندر
مروان اسكندر
Bookmark
تعبيرية (أ ف ب).
تعبيرية (أ ف ب).
A+ A-
اجتياح بوتين الأخير لأوكرانيا أسدل الستار عن علاقة ملتبسة تاريخياً تعود جذورها الى أكثر من ثلاثة قرون، منذ أيام بطرس الأكبر، وهي كانت تُعدّ جزءاً لا يتجزأ من الإمبراطورية الروسية. وفي هذا السياق، إن أي محاولة لفهم المواقف الأساسية للقيادة الروسية ولبوتين بالتحديد، لا بد من أن تنطلق من استيعاب دور الاعتزاز والكبرياء الروسية في الحياة العامة، وفي مقدمها الاعتزاز بتاريخ روسيا، الإمبراطورية التي استمرّت على امتداد قرون ثلاثة والتي تضمّنت جميع الأراضي المحيطة بالفيديرالية الروسية القائمة اليوم. فالروس مفعمون فخراً واعتزازاً بإنجازات بطرس الأكبر وكاترين الكبرى، وبالأعمال الأدبية التي وضعها دوستويفسكي وغوغول وتولستوي، ومجد الإرميتاج، وباليه البولشوي، والأعمال الباهرة التي نظمها الموسيقيون الروس من رخمانينوف الى تشايكوفسكي وسترافينسكي.يقال إنه إذا جُرّد الروس من كبريائهم وفخرهم ببلادهم، فسينال منهم البؤس والميل الى الانتحار، وهو تحديداً ما حلّ بهم خلال حقبة يلتسين عندما نُهبت الأصول الوطنية وبقي الجنود والأطبّاء والمتقاعدون والمعلمون من دون رواتب لأشهر عدة. لن يسمح الروس أبداً بأن تعاني بلادهم مجدّداً من السرقة والإهانات على غرار ما حصل قبل خمس عشرة سنة. ويطمح الروس الى تبوّء موقع هام بين قادة العالم، وتدفعهم هذه الرغبة الى المساهمة في تطوير العلوم والطاقة والتبادل والثقافة والسفر والسلام والازدهار.من هذا المنطلق، فإن سعيهم هو إعادة مجدهم واستعادة المناطق التي يعتبرون أنها سُلخت منهم ومن ضمنها أوكرانيا التي يعتبرها بوتين مفتاح روسيا على الغرب، وصدّ أيّ محاولة لوصول الناتو إلى تخوم روسيا. وهذا السعي بدأ منذ تولي بوتين السلطة واجتياحه جورجيا وضمّه عام...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم