الشوق سفير الحبّ بطواعية ورغبة

جورج شكرالله

الشوق ضباب وادي النفس، انتشاراً فوق طريق الأيام، وعودةً في زورق من لوعة وحنين..!

الشوق لحنُ عاطفة بصيغة الطيران، تنفض جناحيها، فوق بحر الوجد، وتحلّق في فضاء الانتظار.

في معركة حبٍّ غزاهُ الليلُ، تعمّ فوضى اللقاء، ويجتهد القمر، ألّا يكون بعيداً، ريثما يرافق الشوق الذي انطلق للتوّ.

الشوق ليس نداءً عابراً في وقت ما، بل حالة ترميها الحياة لعبة عذاب رقيق، عن سرج حصان فوق سهلٍ له ريحٌ لا تهدأ، واتساعُ نهايته خلف لحظات اليقظة والنوم.

كان الحب فكان الشوق. لهما أمّ واحدة. وليس لهما أبٌ إلا بالتوهم والافتراض. معاً في الشتاء، وإذا خريف، فكلٌّ في عاصفتين.

الشوق سفير الحبّ، بطواعية ورغبة.

الشوق في غفلة عن الحب عميل شهوة خجول!

الشوق من قلب واحد، نتْفُ جناح في الماء؟

إذا امتدّت غيمةُ الشوق واتسعتْ، ولم تمطر، انقلب الشوق إلى جفاء. وعندئذ لا يظننّ أحدٌ، مهما فتّش بين أشجار الورد، أنه سيجد الحبّ، ولو عقد صلحًا من ذهب، بين وريقات العطر والريح.

إلى نسمة لعوب، سجنتها صخيرات شقيّات، لِبرهةٍ، كان حوار هوائيّ، بين حُبٍّ ومحبّةٍ، في شوق:

*الحبّ: شوقي وليدُ عذابٍ ونوًى. شوقكِ رهْن الحاجة والغريزة.

*المحبّة: شوقي وليدُ عاطفة، وأخذ وعطاء. شوقكِ وليدُ شهوة.

الحوار كان. فيما النسمة، تحرٌرت من عقالها، وانسابت بين الأغصان تربط منطق الحياة بخيوط من هواء.

اقرأ أيضاً: العذاب يشتري منك الطريق بالمجّان، ويبيعك الخطى بسعر النار