السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الحكومة: أجواء إيجابية لولادة قيصرية \r\n14آذار تحسم موقفها بعد انطلاق المحكمة؟

A+ A-

من بيروت الى باريس وروما وصولاً الى جنيف، مروراً بالرياض وطهران، حركة اتصالات ناشطة وجرعة زائدة من التفاؤل، مع اقتراب موعد مؤتمر جنيف 2، وانطلاق اعمال المحكمة الخاصة بلبنان. ومعها يبدو لبنان وحكومته تفصيلين صغيرين ضمن صفقة أو اتفاق ترعاه الدول الكبرى ويشمل الخط الممتد من لبنان الى سوريا فالعراق وصولاً الى ايران. لكن ربط ملف الحكومة اللبنانية بمجمل هذه الملفات لا يدفع في اتجاه التأليف السريع، وخصوصاً اذا ما طرأت متغيرات وعثرات انتفت معها امكانات المضي الايجابي في هذه القضايا المعقدة.
أما القراءة المتفائلة بقرب ولادة الحكومة خلال الاسبوع الجاري، أو بعيد انطلاق اعمال المحكمة الخاصة بلبنان، وقبل الاطلالة الاعلامية المتوقعة للرئيس سعد الحريري في العشرين من الجاري، ففيها انه لم يكن ممكناً حتماً الوصول إلى التنازلات التي قدمها كل من فريقي 14 و 8 آذار للآخر، لو لم تكن تلك التنازلات تحمل في طياتها مظلة إقليمية برعاية دولية تدفع الى تحييد لبنان عن ارتدادات الصراع الإقليمي وحمايته منها. لكن هذه المظلة، وفق مصادر متابعة، تفسح في المجال لتطورات عدة في أكثر من ملف، مما يعطي هامشاً للافرقاء اللبنانيين لعدم الانجراف في عملية التأليف "إذ يمكن ان يتم اتفاق أوسع من الحكومة ويشمل الاستحقاق الرئاسي".


الحريري
في باريس، التقى الرئيس الحريري مساء أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حضور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان.
وتخلل اللقاء عرض تفصيلي للأوضاع في لبنان والمنطقة. وفيما التزمت اوساط الحريري الصمت حيال اللقاء، أفادت مصادر متابعة ان رئيس الديبلوماسية الروسية نقل دعم بلاده للمحكمة الخاصة بلبنان، وشدد على أن موسكو مع حكومة تشكل في لبنان لإنقاذه من الحرب الدائرة في المنطقة، انطلاقاً مما نص عليه اعلان بعبدا، وانه يدعم كل المساعي لعمل المؤسسات اللبنانية بالشكل الصحيح.


عون
واذ تردد ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي يزور روما، قد يلتقي الرئيس الحريري، علمت "النهار" ان لا موعد محدداً للقاء، لكنه قد يكون ممكناً في اطار سياسة الانفتاح التي يعتمدها "التيار الوطني الحر" وسعيه الى التقريب بين مختلف الأفرقاء لإنقاذ لبنان من أتون التفجير الداخلي والانجرار الى حروب الآخرين. الا ان المكتب الاعلامي لعون رد على الخبر الذي أوردته إحدى محطات التلفزيون بان لا مصادر للرابية، وما يريد عون قوله يصدره في بيان رسمي.


بري
وأما داخلياً، فروزنامة التواصل والتشاور حافلة: لقاء للرئيس ميشال سليمان والرئيس فؤاد السنيورة السبت، على أن يزور الأخير الرئيس نبيه بري اليوم، بعدما سبقه الى عين التينة أمس رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وعكس بري وجنبلاط بعد لقائهما لـ"النهار" أجواء إيجابية في مسار التأليف، فيما ينتظر أن يكون لقاء بري – السنيورة محطة أساسية لبلورة ما آلت اليه الجهود.
وقال رئيس المجلس: "الاجواء جيدة في ما يتعلق بتأليف الحكومة، والرئيس سعد الحريري يبذل جهودا كبيرة للتوصل الى ولادة الحكومة وهو يساهم في تذليل الصعوبات وليس القبول فقط بصيغة 8 -8 - 8 ". وعن قول رئيس الجمهورية ان هناك حكومة جديدة في 20 من الجاري، قال: "هذا كلام جيد وهدفه الحث على الاسراع في تشكيل الحكومة وخير البر عاجله".
وهل يجيب خلال لقائه السنيورة عن الاسئلة الخمسة التي طرحها " تيارالمستقبل"؟ اجاب: "ليست هناك اسئلة واجوبة انما هناك دائما أخذ ورد". وعن المداورة في الحقائب قال: "أول من اقترح المداورة هو الرئيس المكلّف تمام سلام، وأنا أيّدت ذلك على قاعدة العدالة والشمولية ولا مانع ان تشمل هذه المداورة ايضا الادارات في الوزارات".


جنبلاط
وبدوره قال النائب جنبلاط لـ"النهار": "كل مرة التقي فيها الرئيس بري المس حرصه الدائم على الاستقرار والحوار وخصوصا ولادة الحكومة، واللقاء كان ايجابياً".


سلام
وكشف الرئيس سلام لـ"النهار" انه لا يزال عند وعده بالتريث فترة قصيرة اخرى اذا كانت الجهود القائمة ستؤدي بالنتيجة الى توافق بين القوى السياسية المتخاصمة. وقال: "كانت اخبار التأليف عندنا عندما كنا في صدد تأليف حكومة حيادية، أما وأن الامور ذهبت في اتجاه الحكومة السياسية الجامعة، فقد أصبحت الكرة في ملعب القوى السياسية".


14 آذار
في المقابل، وفيما يلتزم الرئيس السنيورة الصمت، لم تمتنع اوساطه عن وضع النقاط على الحروف وأكدت عبر "النهار" جملة معطيات: ان لا صحة إطلاقا لما يتردد عن خلافات، مشيرة الى انه حتى لو شارك "تيار المستقبل" وامتنع "حزب القوات" فهذا لا يعني خلافا او تشرذما داخل الفريق الواحد، ان مسألة الثلث المعطل إنتهت فعلاً، إستعادة الحق الدستوري لرئيسي الجمهورية والحكومة المكلف توزيع الحقائب، التوافق على موضوع المداورة لكنه لا يزال يحتاج الى مزيد من البحث والضمانات من أجل جعله دائماً وليس ظرفياً.
وقالت هذه الاوساط إن خيار الحكومة الحيادية لا يزال قائما ويمكن العودة اليه في أي لحظة اذا تعطلت التفاهمات السابقة أو توقفت.
على أن مصادر أخرى في 14 آذار تساءلت عن دورها في المفاوضات الجارية "أليس من الافضل ان يشعر الجميع بأنهم معنيون ولهم دور؟" وأفادت ان هذه النقطة ستكون موضوع الاتصالات في الايام المقبلة. وعلمت "النهار" ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سيعلن موقفا من الحكومة في لقاء "زمن العدالة" الذي ينظم في معراب، بعد ظهر اليوم "تحية للوزير الشهيد محمد شطح، ووفاء لشهداء ثورة الارز".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم