قرار واشنطن وقف تسليم معدات "إف-35" يدفع الليرة التركية إلى التراجع

تراجعت الليرة التركية أكثر من اثنين في المئة أمس إلى 5.6125 ازاء الدولار فترة قصيرة بعدما أوقفت الولايات المتحدة تسليم معدات مرتبطة بالمقاتلة "إف-35" إلى تركيا. وفي الساعة 09:29 بتوقيت غرينيتش، استقرت الليرة عند 5.5570 ازاء العملة الأميركية، مقارنة باقفال الاثنين البالغ 5.4913. وتعاني الليرة تقلبات وسط حال من الضبابية عقب الانتخابات البلدية في تركيا، لتتراجع نسبة 2.5 في المئة الاثنين إلى 5.7 الدولار قبل أن تعوض خسائرها لاحقا. وفي اسطنبول، أعلن كل من حزب الشعب الجمهوري المعارض وحزب العدالة والتنمية للرئيس رجب طيب اردوغان فوزه في انتخابات رئيس المدينة. وفي وقت لاحق، قال كل من مرشحي الحزبين إن أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب متقدم بنحو 25 ألف صوت، لكن حزب العدالة والتنمية قال إنه سيطعن في النتائج. وأقر مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلديريم بأن منافسه على رئاسة بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو قد حصل استناداً الى النتائج الأولية على أصوات تفوق بنحو 25 ألف صوت ما حصل عليه هو، لكنه شدد على أن هناك 319 ألفاً و500 صوت ملغاة، وهذه الأصوات تبلغ 10 أضعاف الفرق الذي بينه وبين منافسه، إضافة إلى بعض التجاوزات والأخطاء، مشيراً إلى أن هذا الفرق قد يغير النتيجة.

وأضاف يلديريم الذي كان يرأس مجلس النواب واستقال للمنافسة على رئاسة بلدية اسطنبول: "نعرف كيف نقدم التهاني، لكن الأمور لم تنته بعد".

واستبعد إمكان إعادة الانتخابات، قائلاً إن هذا الأمر غير وارد، وإنه اجتهد طوال حياته من أجل القيام بأمور إيجابية للشعب، وتعهد مواصلة خدمة البلد والشعب في أي موقع يكون فيه. وأكد أن "القرار الأخير لسكان اسطنبول، فهم الذين أدلوا بأصواتهم ونكنّ كل الاحترام لإرادتهم"، ووجه شكره الى الجميع، ممن أدلوا بأصواتهم لمصلحته أو امتنعوا عن تأييده. والخلاف على الطائرة "إف-35" هو الأحدث في سلسلة نزاعات ديبلوماسية بين الولايات المتحدة وتركيا، تتصدرها المطالب التركية بأن تسلم الولايات المتحدة الداعية الإسلامي فتح الله غولن الى انقرة، وخلافات على السياسة في الشرق الأوسط والحرب في سوريا والعقوبات على إيران.

وكانت مصادر قالت لـ"رويترز" الاثنين ان المسؤولين الأميركيين أبلغوا نظراءهم الأتراك أنهم لن يتسلموا المزيد من شحنات معدات "إف-35" الضرورية للاستعداد لوصول المقاتلة الشبح. وسجلت هذه الخطوة لواشنطن وسط مخاوف لدى الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في حلف شمال الأطلسي ان يكتسب رادار منظومة صواريخ "إس-400" الروسية التي تصر تركيا على شرائها القدرة على رصد وتتبع الطائرة "إف-35"، مما سينال من قدرتها على مراوغة الأسلحة الروسية.

وقال الاقتصادي لدى "بيكتت" لإدارة الأصول نيكولاي ماركوف: "الليرة تحت ضغط مع عودة التركيز الآن على المشاكل الهيكلية للاقتصاد التركي". وأضاف أن عجز ميزان المعاملات الجارية الآخذ في الارتفاع قد يعمق انكماش الاقتصاد التركي من خلال مزيد من الانخفاض للعملة بما يؤدي إلى زيادة في التضخم وتكاليف الاقتراض. وقال: "على المصرف المركزي رفع أسعار الفائدة الرئيسية، لكن ذلك لن يحصل بسبب ضغط الحكومة" وإن كانت خسائر حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية قد تخفف ضغوط السلطات على المصرف.