السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"أنا، الامبراطورة المسكينة"

سمير عطاالله
Bookmark
"أنا، الامبراطورة المسكينة"
"أنا، الامبراطورة المسكينة"
A+ A-
كانت كاترين العظمى تريد لروسيا في عهدتها أن تصبح أهم الأمم. لذلك، أحاطت نفسها بأفضل الرجال، مدنيين وعسكريين. ومنهم من راقه الاقتراب. ولم تكتف الامبراطورة بطلب مشورة المفكرين الروس، بل ارسلت في طلب دوني ديدرو، صاحب الانسيكلوبيديا ورائد الانسيكلوبيديين. لكنها اكتشفت بعد أيام، أن الفيلسوف الفرنسي، يأخذه حماسه في اثناء "الدرس"، فتمتد يده إلى صاحبة العظمة، فأوصت للتشريفات بوضع طاولة عريضة بينها وبين الفرنسي المحب للنساء، بصرف النظر عن تقاليد القصور في سانت بطرسبرج.لم تطل إقامة الضيف الفرنسي في مدينة القياصرة والقيصرات. ولم يكن السبب فقط طول يديه وضغط راحتيه، بل الخلاف في الرؤية، بينه وبين المرأة التاريخية. وذات يوم صارحته، من وراء الطاولة العريضة: "مسيو ديدرو، لقد اصغيت باهتمام شديد الى كل شيء أوحى به عقلك اللامع، غير ان أفكارك العظيمة، التي اتفهمها تماماً، تؤدي الى كتب عظيمة وخطوات سيئة. إن خططك للإصلاح لا تأخذ في الاعتبار، الفارق بين موقعينا. أنت تعمل على الورق، الذي يقبل كل شيء ولا يعترض على اي شيء من قلمك ومخيلتك، أما انا، الامبراطورة المسكينة، فإنني أعمل على الجلد البشري، وهو شديد الحساسية وسريع الحكاك.كانت الامبراطورة تريد ضمناً من فيلسوف التنوير أن يبرر لها فكرة "المستبد العادل" التي سوف يروِّج لها عندنا العالِم جمال الدين الافغاني. أما الرجل الذي أشرف على شرح 28 مجلداً و 74,000 باب ، فكان مقتنعاً بأن المستبد لا يمكن أن يكون عادلاً. الظلم والعدل لا يلتقيان. وكذلك النور والعتمة.انقلبت كاترين على زوجها نقولا الثالث. وفي بيان قالت إن وفاته نتجت من نزف حاد في الشرايين الشرجية. وكاد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم