قرن على سايكس - بيكو وبلفور

بعد سنواتٍ قليلةٍ، يكون قد مضى قرن على اتّفاقِ سايكس بيكو وملحقه وعد بلفور، اللذين عانى منهما المشرقُ العربيُّ ولا يزالُ، مشاكلَ كبرى تمثّلت في تقسيمِ المنطقةِ وانتزاعِ فلسطين، وتخبّطِ الكياناتِ الناشئةِ أخيراً في منازعاتٍ بين مكوّناتها تكادُ تهدّدُ وحدتَها ووجودَها.ولم تتميّز العلاقاتُ بين دولِ المشرقِ تاريخيّاً بالتعاونِ والتكاملِ، رغمَ الكثيرِ الذي يجمعها، بل كانت دائماً في مواجهاتٍ علنيّةٍ أو خفيّةٍ، نتيجة لطبيعة أنظمتها، ولاستقطاباتٍ إقليميّةٍ أو دوليّةٍ لا تقيمُ اعتباراً لمصالح سكانِ هذه الأوطانِ الحديثةِ، بما جعل القلق والتأزّم عناوين لمراحل طويلةٍ، في ما بينها برغمِ الوجودِ الصهيونيِّ المهدّدِ للمنطقةِ بكاملها. وقد أدّى ذلك إلى هدرٍ كبيرٍ للطاقاتِ والفرص، مع تعذّرِ حلِّ أيٍّ من القضايا الكبرى على المستوى الوطنيِّ لأيِّ بلدٍ، فبقيت برسمِ التأجيلِ والتراكم المحبط.حتى على الصعيدِ الإيديولوجيِّ، فإنَّ نظريّات الوحدةِ السوريّةِ أو العربيّةِ مُنيتْ بنكساتٍ قاتلةٍ لأسبابٍ ذاتيّةٍ وموضوعيّةٍ. وبالإضافةِ إلى المشروعِ الإسرائيليِّ غيرِ المعلنِ للمنطقةِ ومستقبلها، فإنَّ الطروحات التي ظهرت عن الشرقِ الأوسطِ الجديدِ، والشرقِ الأوسطِ الممانعِ، والهلالِ الشيعيِّ، وأخيراً دولةِ العراقِ والشامِ الإسلاميّةِ، تشيرُ كلُّها إلى...