نجم ممثلا الحريري في افتتاح مؤتمر المدن الذكية: نحضر لمشاريع تصب في تطوير المستقبل الاقتصادي والعمراني والبنى التحتية

افتتح رئيس لجنة الاشغال العامة والطاقة والمياه والنقل النائب نزيه نجم ممثلاً رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري مؤتمر "المدن الذكية" الذي تنظمه اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في بيروت من ضمن سلسلة مؤتمراتها في بيت المهندس.

وأعلن خلال الحدث رئيس اللجنة العلمية في نقابة المهندسين وسام الطويل "انه المؤتمر الثاني الذي تنظمه اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في بيروت بعنوان "المدن الذكية"، مشيراً الى انه "سوف نناقش خلال يومين بوجود خبراء من فرنسا، إسبانيا، سويسرا، إستونيا، الإمارات العربية المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، ولبنان، مبادئ المدن الذكية وتطبيقاتها، وسوف نطرح الاشكالية التالية وهي: هل بإمكان مدننا اللبنانية أن تصبح ذكية على الرغم من وجود مصاعب ومشاكل عدة من بنى تحتية مهترئة، إلى مشاكل الكهرباء والمياه والمواصلات والاتصالات؟".

ورأى انه "على يقين انه لا ينقصنا العلم أو المعرفة، أو المال والخبرات التقنية بل ينقصنا الإرادة السياسية. لذلك نحن بحاجة لأبطال تريد تغيير الواقع وتستطيع تخطي العوائق مهما كانت صعبة"، داعيا البلديات إلى "عدم انتظار الحلول من الدولة المركزية، بل عليها أن تبادر إلى وضع استراتيجيتها الذاتية لنقل المدينة والبلدة من مستوى إلى آخر ضمن خطة ذكية وطويلة الأمد حيث تستخدم التكنولوجيا الحديثة لحياة ذات كفاءة أعلى، وإنتاجية أكبر". وتمنى أن "يفتح هذا المؤتمر الحوار والنقاش العلمي نحو غد أفضل، وإلى اللقاء في 26 و27 شباط 2019 في المؤتمر الثالث عن الذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية وتأثيرها على الاقتصاد".

بدوره، ذكر رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب جاد تابت ان "المدن الذكية" عنوان كبير من العناوين التي لحظتها سلسلة المؤتمرات التي تنظمها نقابة المهندسين والتي تواكب التطور التكنولوجي العالمي بمفاهيمه العلمية، وهنا لا بد لي الا ان اثني على الدور الذي تقوم به اللجنة العلمية برئاسة الزميل وسام الطويل لهذا التفاعل العلمي النوعي الذي نحتاج اليه في هذه المرحلة العصيبة التي تمر على بلادنا"، مضيفاً: "غالبا ما يفسر مفهوم المدينة الذكية على انها المدينة التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل تحسين جودة الخدمات الحضرية وتقليل التكاليف. بهذا المعنى فان المدينة الذكية هي منطقة حضرية تستخدم أجهزة مختلفة لجمع المعلومات والبيانات الإلكترونية ومعالجتها وتحليلها من اجل إدارة الموارد والأنظمة بشكل فعال. ويشمل ذلك ربط المكونات المتنوعة بواسطة الإنترنت واجهزة الاستشعار واجهزة التموضع العالمية مثل ال "جب بي اس".

وتابع تابت: "لكن مفهوم المدن الذكية هو في الحقيقة اوسع من ذلك اذ انه يقع على تقاطع مفاهيم متعددة كمفهوم "مدينة المعرفة" ، و"مدينة المعلومات" و "المدينة الرقمية" ، و"المدينة الخضراء" و" المدينة المستدامة " الخ، فالمدينة الذكية لا تهدف فقط الى إدارة الأنظمة المدينية بشكل فعال بل هي تهدف الى استخدام التكنولوجيا لإجراء تحول جذري في البيئة الحضرية يكون له تأثير مباشر على أوجه الحياة المدينية كافة ولا سيما السكن والتنقل وشروط العمل والاقتصاد والأمن والحكومة، بما في ذلك المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات العامة. ويهدف هذا التحول الى تحسين نوعية الحياة وشروط العيش لسكان المدن بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون حالات ضعف كالمرضى والمسنين والأشخاص المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة. وتسعى المدينة الذكية إلى التوفيق بين الركائز الاجتماعية والثقافية والبيئية من خلال نهج نظامي يجمع بين الحكومة التشاركية والإدارة المستنيرة للموارد الطبيعية لتلبية احتياجات المواطنين وتأئمين شروط التنمية المستدامة".

واشار  تابت الى ان "عدد من المدن سعت في ظل التنافس الشديد بين المدن في عصر العولمة لاعتماد نموذج المدن الذكية بدءا بمدينة برشلونة وستوكهولم ويوكوهاما ومدينة سنغدو Songdo في كوريا الجنوبية وغيرها. وفي العام 2015 أعلنت 143 مدينة نفسها بأنها "ذكية" وتوزعت هذه المدن بالتساوي بين أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، بينما تسعى مدن اخرى في أميركا اللاتينية وأفريقيا للانضمام الى القافلة"، لافتاً الى انه "يمكن تصنيف المدن الذكية وفقا لخمس معايير رئيسية، استنادا إلى نظريات التنافس الإقليمية، واقتصاديات النقل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والموارد الطبيعية والبنى التحتية، ورأس المال البشري والاجتماعي، ونوعية الحياة وشروط العيش لسكان المدن، ومشاركة المواطنين في الحياة الديمقراطية للمدينة."

من جهته، ارتجل النائب نجم باسم الرئيس سعد الحريري مداخلة، قال فيها: "لا يمكننا اليوم الا رفع التحية الى منظمي هذا المؤتمر بحيث ان العالم كله يتجه نحو المدن الذكية بحيث ان التربية الرقمية هي مستقبل العالم، ونحن حريصون كحكومة وكنواب على مواكبة هذا التطور العالمي والوقوف الى جانبكم والى جانب النقيب، ونشد على اياديكم في مثل هذه النشاطات المميزة والقيمة. نحن في تيار المستقبل نعمل بالتحضير لمشاريع عدة تصب في هذا المجال وفي تطوير المستقبل الاقتصادي والعمراني والبنى التحتية".

اقرأ أيضاً: دبي من أفضل حكومات المدن الذكية حول العالم