الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المهاجرون واللاجئون: في سبيل مقاربة أورو - متوسطية

زياد الصَّائغ
Bookmark
المهاجرون واللاجئون: في سبيل مقاربة أورو - متوسطية
المهاجرون واللاجئون: في سبيل مقاربة أورو - متوسطية
A+ A-
الأهمية الاستثنائية لإشكالية الهجرة واللجوء في الحيّز الأورو - متوسطي قائمةً في البحث عن إمكان إنجاز مقاربة علمية عقلانية وعملانية عن هذه المسألة الإشكالية ذات الابعاد الثلاثيّة المتقاطعة المسبّبات والتداعيات، ولو في ما بينها من تمايزات بنيوية. هذه المقاربة العلميّة العقلانية العملانية نحتاجها تُبعِدنا عن الشعبوية والديماغوجيا والسِّياسويّة والارتجال. هذه السّمات التي باتت للأسف في صميم أساس الاستقطاب السياسي.أما الأهمية الاستثنائية الثانية فقائمة في أنَّ هذه الإشكالية تعيدني الى مسؤوليتنا نحن المتوسطيّين عن تعميق التفكير الإيجابي في الأزمات لنحوّلها فرصاً. فالحضارة، أي حضارة، تفتقد قيمتها إن لم تواكب اللحظة التاريخية بتحدّياتها وبإشراقاتها على حدٍّ سواء. وأستعيد هنا عن قصد الفيلسوف اللبناني رينيه حبشي في 21 حزيران 1964 بمناسبة تسلُّمه "جائزة جان حمروش" على كتابه "بدايات الخليقة"، إذ قال: "ليس البحر المتوسط مجرّد بحيرة أو حدثاً جغرافياً فحسب. إنه بنوعٍ خاص، الظاهرة الثقافية التي تجسّدت على مَرِّ التاريخ... بحيث أن المفهوم المتوسطي الحالي تخطّى البحر المتوسط فارتسمت شطآنه في الوجدان الإنساني..." ويتابع حبشي: "إن هذه البحيرة لم تكُن ضيّقة الى حد اختلاط ثقافاتها الواحدة في الأخرى، ولم تكن شاسعة في اتساعها، لينتفي الواحد عن الآخر من شُطآنه. لقد كانت معتدلة في مقاييسها، بصورة تسمح لهذه الثقافات والحضارات بأن يتميّز بعضها عن بعضها الآخر، وتحقّق الانضمام في صورةٍ أفضل. ومن هنا وُلد الإنسان المتوسطي: إنسان الحوار الذي اكتشف مقياس الإنسان، من خلال حواره، ذلك المقياس الإنساني المتعالي في شخصِ كل إنسان...".إصراري على استعادة رينيه حبشي هو في صلب معادلة إشكالية الهجرة واللجوء والنزوح، خصوصاً في دول حوض البحر الأبيض المتوسط بضفَّتيه. إذ هي دول الشرق الأوسط القائمة على إحدى ضفَّتي المتوسط، وبين نكبة فلسطين وحرب سوريا تماهت مع أزمتي لجوءٍ ونزوح، عدا نزف الهجرة الطوعية أو...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم