الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

معابد باغان الأثرية مهددة: "ترميمات سيئة"... وتجديد يطيح بالروح

المصدر: و.ص.ف
A+ A-

تمكنت معابد باغان في بورما من الصمود امام الحروب والزلازل وقرون طويلة من المناخ الاستوائي. غير ان التهديد الاكبر الذي تواجهه اليوم هي يد الانسان.


يضم مجمع المعابد في باغان آلافا منها، بعضها يعود الى اكثر من الف عام. هذا المكان من اهم المواقع الدينية في بورما، اضافة الى انه مقصد للسياح الذين تشهد اعدادهم ازديادا منذ انتهاء حقبة الحكم العسكري. وقد صمد الكثير منها امام فعل الزمن وتهديد البشر، في وقت اعيد بناء اخرى او ترميمها في الاعوام الـ20 الماضية بطريقة لا صلة لها، من حيث الهندسة والبناء، بالمعابد القديمة. ويقول المتخصص في آثار باغان المستشار السابق في "الاونيسكو" بيار بيشار ان "العديد من هذه المعابد اعيد بناؤه بالكامل، مما يشكل ضررا واضحا بالطبيعة التاريخية للمكان، ويخالف المتعارف عليه عالميا".
في مطلع التسعينات، بدأت السلطات العسكرية الحاكمة بطرد الخبراء الاجانب من بورما. ثم فتح العسكريون باب التبرعات، خصوصا امام المهتمين من البوذيين. غير ان التجديد الذي طال الفي معبد استخدم مواد البناء الحديثة، فاطاح بروح المكان. كذلك، زُرعت غابة من الشجر في سهل تترامى المعابد على طرفيه. "زرعها هنا خطأ من وجهة نظر بيئية، لان المناخ حار جدا، ويجب ري الاشجار بلا توقف خلال الجفاف"، يقول بيشار.
بعد انتهاء الحكم العسكري، عادت السلطة المدنية الجديدة، واوقفت العمل بالمشروع. لكن الاعمال تتواصل في معابد، على مرأى علماء آثار يتخوفون من ان يكون الاذى الذي اصاب الموقع غير قابل للاصلاح، مما يحول دون ادراج باغان على قائمة "الاونيسكو" للتراث العالمي، كما يطمح البورميون.
ويقول مهندس بورمي ان جزءا كبيرا من الاعمال تم بسرعة وبوسائل محدودة، استنادا الى تبرعات اشخاص ارادوا بها "اقامة علاقة شخصية جيدة بجنرالات المجلس العسكري". "معظم الابنية الجديدة تقع قرب الطريق، حيث يمكن رؤيتها بوضوح. اما تلك الواقعة في الوسط، فقد اعيد بناؤها في شكل سيئ، ولا يزورها احد". ويحذر من "انهيار المعابد الجديدة، لانها مبنية من مواد بناء ذات نوعية سيئة". "يو كيان" يشرف على ترميم سقف معبد "دهامايزيكا" الذي تضرر بفعل المطر. العام 1197، انشئ المعبد في عهد الملك ناراباتيسيتو، ويعتبر اهم معابد باغان التي يقدر عددها بـ3 آلاف. "يعتقد الاجانب ان الترميم الذي نقوم به يؤذي الشكل الاصلي لهذه المعابد القديمة. لكننا كبوذيين لا يروق لنا ان نراها في حال سيئة. هذه المعابد ما زالت تستخدم حتى اليوم للصلاة، وليست مجرد معالم اثرية"، يقول.
الجدال بين مؤيدي الترميم والمعارضين له لا يثني السياح عن التقاطر الى باغان لزيارة معابدها. كذلك، قد لا يمنع باغان من دخول قائمة "الاونيسكو"، وفقا لاحد مسؤوليها في بانكوك تيم كورتيس. "بعض اعمال الترميم لا يتوافق مع شروطنا. لكن هذه المعابد للعبادة ايضا. باغان ليست مجرد موقع أثري فقط، بل موقع ثقافي حي".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم