الأحد - 19 أيار 2024

إعلان

"جمهورية الأعداء"

سمير عطاالله
Bookmark
"جمهورية الأعداء"
"جمهورية الأعداء"
A+ A-
في الستينات كانت "النهار" مملكة واحدة وجمهوريات كثيرة. والمملكة كانت في الطابق التاسع حيث تصرَّف كل يوم شؤون الجمهوريات المتصالحة، والكثير من شؤون الجمهورية اللبنانية نفسها، إذ يتلاقى عند غسان تويني رجال أمثال كميل شمعون وريمون اده، أو صائب سلام، أو تقي الدين الصلح، أو شارل حلو، أو الزوار العرب وفي الطابق السادس، كانت جمهورية ميشال أبو جودة، حيث تلتقي المعارضات العربية بدل المحلية: سوريا، اليمن، العراق، مصر، واحياناً المغرب أو تونس. ولم تكن للاستاذ لويس الحاج جمهوريته لأنه جعلها في بيته ومع أولاده، وهكذا، بقيت الجمهورية لإبنه انسي، منفرداً متفرداً متجهماً معزولاً، في قلب "النهار" او خارجها، موزعاً نفسه على قلوب اخرى لها شعر طويل حتى الينابيع.بسبب كونه مديراً للتحرير وسائر الجريدة، اختار فرنسوا عقل ان يبقى خارج الجمهوريات والدوقيات وطبائع الغيرة والخلافات ومتعة الدس بين أهل الصحافة. وارتبطت به الاقسام الخارجية والعربية والمحلية والثقافة، ضمن منظومة لامعة كلها، يحركها الملِك من عليائه في "التاسع"، متظاهراً دائماً بأنه لا يدري. والبسطاء كانوا يصدقون. والاذكياء كانوا يتظاهرون أنهم يصدقون. وكان هذا يُسعد الجميع ويخفف عن الملوك عبث الجدل مع الجمهوريات المتهادلة.بسبب هذا الارتفاع والترفع في "التاسع" نشأ شعور تلقائي لدى جميع العاملين بأن لكل واحد جمهوريته واستقلاله. تباعدوا أو تكبروا في ما بينهم، لكنهم التقوا على عشق "النهار" والولاء لها، وصار كل واحد مصدقاً انها له وحده، وأنها لولاه لما كانت ما هي. وبعبقريته وسعة صدره، شجَّع الملك هذه المشاعر ضاحكاً في داخله من نفسه ومن الجميع: "امطري حيث شئتِ فإن خراجك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم