الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الأرجنتيني مارتين لوياتو وألبوم Involution: أنغام ساكنة لأحاسيس حارّة!

المصدر: "النهار
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
الأرجنتيني مارتين لوياتو وألبوم Involution: أنغام ساكنة لأحاسيس حارّة!
الأرجنتيني مارتين لوياتو وألبوم Involution: أنغام ساكنة لأحاسيس حارّة!
A+ A-

يصعب على الموسيقي الأرجنتيني المُقيم في لبنان، مارتين لوياتو، أن يتحدّث عن نفسه، فهو خَجول يهوى التجمّعات الصَغيرة التي "تُطوّقها" الحميميّة، والعزلة مُقدّسة بالنسبة إليه وهي من العناصِر التي تحضّه على الخلق والإبداع. ومع ذلك، يَملك هذا المؤلّف وعازف الترومبيت (البوق) الهادئ الطباع، القدرة على التحاور مع العالَم بأسرِه!

ولطالما حلم بدمج الأنغام الموسيقيّة الحرّة في "توليفة" تَشمل مُختلف الجوانب العاطفيّة التي تسكن الإنسان، أكانت بهيجة أم مؤلِمة. وهدفه النَغميّ المحوريّ أن تُجسد موسيقاه ترابطنا أينما كنا وبغض النَظر عن عرقنا.

مخاوفنا واحدة. أحلامنا واحدة.

يُعلّق قائلاً، "انصهار الأساليب الموسيقيّة المُتنوّعة يُقرّبني من الآخرين أينما كانوا".

خجول يهوى التواصل مع الآخرين من خلال الأنغام و"الكولاج" المتعدد الثقافات.

وكان له ما أراد في ألبومه المنُفرد الثاني Involution.

ألبوم يصفه بالروحانيّ وغير التقليدي والهادئ تماماً مثله، يَتسم بالتبادل الثقافي الذي يفتنه ويدفعه إلى "مغازلة" الحضارات بأروقتها التي لا تنتهي. ويُمكن أن تتحوّل أنغامه الخالية من الإيقاعات الصاخبة، الزينة الخلفيّة للجلسات الحميميّة الشَبيهة بتلك التي يهواها هذا الموسيقي الساكِن.

 رافقه في رحلته النغميّة التي أرادها تجريبيّة، موسيقيون من الأرجنتين وألمانيا واليونان وكوريا ولبنان وإسبانيا والولايات المتحدة وأوستراليا.

معاً تواصلوا موسيقياً في العاصمة بيروت، تلك الجامحة المُتمرّدة التي تزدهر بفعل الاختلاف.

30 موسيقياً من حول العالم اجتمعوا تحت سقف الأنغام الحرّة التي ولّدتها الأحاسيس الحارّة في سعيها المُستمر لتجد الأجوبة.

مارتين لوياتو يَعتبر نفسه روحانيّاً ويمضي ساعات طويلة في قراءة الكُتُب التي تُعنى بالروحانيّة والديانات المُختلفة، والطقوس والتقاليد التي تُميّز الحضارات وتُحييها. ومن هنا عنوان Involution (التفاف) الذي يُجسّد فلسفة التطوّر الداخلي للعقل والقلب والروح في آن واحد.

يشرح قائلاً، "هي رحلة داخليّة لطالب يطمح بالتطوّر الروحي بغية تحقيق ذاته".

هل هي رحلة العودة إلى الله أم إن "التلميذ" يَطمح للوصول إلى ما بعد الخَلق؟

الأكيد أن جذور الأنغام "جازيّة" الطلّة، ويأخذها العزف المُرتجل إلى حيث الحريّة المُطلقة. فمارتين لوياتو يستوحي جنونه النغميّ الهادئ والمُقلِق، من الأحداث الحقيقيّة التي يَشهد عليها وأيضاً من القُصص التي يكتنفها الغموض وهي تفتنه وتُشغل مُخيّلته.

ويبقى مَصدر الإلهام المحوريّ في يوميّات مارتين لوياتو، قصّة حبّه الرائعة مع مُصمّمة الخواتم "المجنونة" والساحرة، باتريسيا رحمة.

إبحثوا عن تفاصيل هذه القصّة المُشوّقة بين الأنغام الحارّة بسكونها.

فهي مُتربّصة في القصائد التي لم تُكتب بعد.

سيكتبها حتماً مارتين لوياتو بعد حين.

عندئذٍ، من يَضمن لنا أن أنغامها ستُحافظ على سكونها الظاهري والمُقلق؟


                                          [email protected]


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم