السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

إلى الاعتصام دُرْ ظُهراً وأمام قصر العدل!

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
إلى الاعتصام دُرْ ظُهراً وأمام قصر العدل!
إلى الاعتصام دُرْ ظُهراً وأمام قصر العدل!
A+ A-

ظهر هذا اليوم تماماً، يعتصم مواطنون أحرارٌ أمام قصر العدل، احتجاجاً على تنكيل السلطة بالحريات العامة والخاصة، ورفضاً لاعتدائها السافر على حرية الرأي والتفكير والموقف والتعبير والقول والكتابة، ومنعاً لمواصلة تهديد الأحرار (هل يجب أن أقدّم البراهين والوثائق لئلاّ أُحال – لئلاّ يحيلني أحدهم بدون تجهيل الفاعل - على المحاكمة؟!). 

يدلّ الاعتصام في رمزية احتشاده أمام قصر العدل، أن مواطنين "يزعمون" أن الحرية في الخطر، وأن مصدر الخطر هو السلطة نفسها، التي يفترض أن تحمي الدستور، وتصونه، وتمنع التداخل بين "السلطات"، وخصوصاً توسّع السلطتين التنفيذية والتشريعية، "الاستيطاني" و"الإرهابي"، على حساب السلطة القضائية.

الحرية في خطر، لأن مواطنين أحراراً "يزعمون" أن الوزارة التي تشرف حكومياً على العدل، وعلى حسن سيره، وانتظام العمل في مؤسساته، ومنع "انحرافه"، أو "شلّه"، أو "ترهيبه"، أو "تدجينه"، أو "تجييره"، قد تكون هي نفسها – ومَن يُملي عليها – ومَن يهمس لها - موضع المساءلة الكبرى في هذا الشأن. وهذا سببٌ عظيمٌ من أسباب الخطر على... الحرية.

الحرية في خطر، لأن الصيف والشتاء متداخلان، الآن، وهنا، بطريقة سافرة، وسافرة جداً، ووقحة، وخصوصاً في هذا الزمن اللبناني الرديء، ولأن السماء تمطر هنا، فوق هذا الرصيف، ولأنها لا تمطر فوق الرصيف المقابل، ولأن الشمس الواحدة، الشمس نفسها، تشرق هنا، ولا تشرق هناك.

أعلى عينكَ يا "تاجر"؟ كلاّ.

بل على عينكَ أيها العدل - الحاكم!

وعلى مرأى من العدل، وقوسه، وحماته، وفرسانه، والأوصياء الدستوريين عليه!

فيا عجباً!

مصدر الخطر معروف جداً، وأكثر من اللزوم.

هذا الخطر ليس بالتأكيد معشّشاً بين هؤلاء الأحرار الذين سيعتصمون بعد ساعتين أمام البيت – المرجع، بيت العدل.

بل هو معشِّشٌ ومتغلغل في صفوف الذين يريدون لهذه الجمهورية أن تكون مناصب لهم، ومكاسب، ومزرعةً لأزلامهم.

بنصف ليرة لبنانية، تشتري زلمةً ليمشي في ركابك، "ليركّب الدَّكَر على الدَّكَر"، وهو يشتري لك أزلاماً إضافيين... فتصير زعيماً. أو مسؤولاً.

في هذه اللحظة من الغضب الشخصي العارم والصادق، يا ليتني أستطيع أن "أوصل" صوتي إلى أذن الرئيس بمكبّرِ صوتٍ هائل – ومن دون أن أذهب بنفسي، لأني لا أزور مسؤولاً ولا سياسياً في حياتي، ولن أزور- لأقول له بكلّ كِبَر وأنفة، لكنْ باحترامٍ وصدق: هؤلاء هم "أعداء" لبنان، وهؤلاء هم "أعداؤكَ" الحقيقيون، لأنهم يواصلون شرشحة هذه الجمهورية، ولا يتورّعون عن الزجّ بـ"عهدكَ" لينضمّ إلى لائحة "العهود" اللبنانية المذمومة والمكروهة بامتياز.

المعتصمون أمام قصر العدل، أحرارٌ، أهل كرامات، مدنيون وناشطون وإعلاميون وباحثون ومثقفون وكتّاب وسياسيون ومحامون وحزبيون ومواطنون عاديون.

وأنا أكتب تأييداً للاعتصام. بل تأييداً للعدل.

بل أكتب ولاءً للجمهورية. ووفاءً لبنان.

فإلى أمام قصر العدل دُرْ!

[email protected]


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم