معرض الكتاب انطلق بعنوان "حرية الفكر الإنساني"

انطلقت نشاطات معرض بيروت العربي والدولي للكتاب الـ61 في البيال بمشاركة نحو 225 دار نشر لبنانية وعربية وأجنبية، وافتتحه مساء الخميس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلاً برئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة. وحضر عدد من النواب والسفراء وممثلي قيادات سياسية وأمنية وأصحاب دور النشر السياسية والثقافية ودور الإعلام. 

واكد الرئيس السنيورة في الكلمة الافتتاحية "الإصرار على الاستمرار في مسارات تحقيق النهوض الثقافي اللبناني والعربي"، وشدد على "ضرورة العودة الى المبادئ والأسس، مشدداً على فكرة العروبة الديموقراطية الجامعة والمستنيرة والمتقبلة والمحتضنة للآخر المختلف.

وبعدما اشاد بجهود القائمين على المعرض، أشار الى "مشكلات عدة تواجه الثقافة العربية والكتاب العربي. ومن أبرزها القلة النسبية للقرّاء، وصعوبات تصدير الكتاب وانتقاله بين الأسواق والبلدان العربية، وقلّة الاستثمارات في تطوير صناعة الكتاب. بيد ان المشكلتين الأكبر هما: اولا، استيلاء وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمامات شبابنا وشاباتنا، بحيث تراجعت اقدار الكتاب الورقي وازداد قراؤه قلة. وثانياً، عدم ظهور النهوض العربي الكافي في ظل الأزمات والنزاعات والصراعات المتناسلة في اكثر من بلد عربي والتي تحرفنا عما ينبغي ان تكون عليه بوصلة اهتماماتنا، وبوصلة مصالحنا المستقبلية. كذلك فإننا نشكو في السياق ذاته من عدم وجود فئات عربية مثقفة عريضة، تمضي في اجتراح النهوض العربي الجديد".

ولفت الى "ان علينا ان نُحقّق النهوض من اجل ان نواجه آفات التعصب والتشدد والمذهبية والعنصرية ونتغلب عليها، ولا يكون ذلك إلا بالعودة للعروبة المدنية التي تجمع ولا تُفرّق وتحضُن ولا تُحاصر. العروبةُ التي لا تستسلم للخوف او الانطواء بل تحض على الانفتاح من اجل إطلاق الجديد واستيلاد الفرص من التنوع ومن رحم المشكلات".

وألقى رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم، كلمة حيا فيها الرئيس سعد الحريري على "دوره المتميز في تأصيل منطق الحوار الفكري والثقافي وتعميقه، مؤكداً أن "أهمية هذا المعرض هو انه يحمل في عناوينه "حرية الفكر الانساني". وأمل في أن يتحول معرض بيروت العربي الدولي للكتاب منبرا للحوار الفكري ومنصة لمواجهة الافكار الظلامية والمتطرفة.

وتحدثت نقيبة إتحاد الناشرين سميرة عاصي، فأكدت دور بيروت كمنبر للحوار والابداع، وقالت: "نحن العاملين في قطاع النشر أي قطاع الثقافة، ما زلنا نشتكي في بلدنا من حرمان وزارة الثقافة من ميزانيتها بينما الناشرون واصداراتهم يقعون في تكلفة كبيرة من الغلاف الى الصف والتصحيح والإخراج والطباعة. وهنا لا بد أن أثني على دور وزير الثقافة غطاس خوري وتعاونه معنا في مجالات الكتاب وقطاعنا بنشر الدعم عبر زيادة الاستثمار".

ووزعت في المعرض جوائز افضل كتاب إخراجا، ففاز في المرتبة الأولى كتاب قصور ومتاحف من لبنان، لسمير البساط، الجنوب أدرفرتيرنغ صيدا. أما جائزة أفضل كتاب إخراجا لكتب الأطفال، ففاز في المرتبة الأولى: قصة "إستقويت فندمت"، لسديم النهدي - دار العلم للملايين 2017.

ووقع أمس الدكتور داود الصايغ كتابه "وجه لبنان في عواصف الشرق"، في جناح دار سائر المشرق. كما وقعت المستشارة في سفارة المملكة المغربية في بيروت الشاعرة خديجة بنعيسي "في حضرة العشق"، في جناح دار النهضة العربية، والكاتبة نعمت حاموش كتابها "مرساة في رمال"، في جناح الدار العربية للعلوم ناشرون.